سكن الطائف ومنذ القدم وما قبل الإسلام كان العديد منهم من الأجناس البشرية والقبائل العربية العدنانية والقحطانية والقبائل البائدة مثل بنو مهلائل والعماليق وبنو عبد ضخم وثمود والعرب الباقية كقبيلة ثقيف التي سكنت الطائف لمدة طويلة، وبعد دخول الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الطائف ومدن الحجاز ومنذ الخمسينيات الهجرية نزح إليها العشرات والعشرات من القبائل المحيطة بالطائف وضواحيها وقبائل الجنوب من مناطقها ومن بعض مناطق المملكة الأخرى وبعض المهاجرين من الدول العربية والإسلامية وسكنت الطائف واستقرت به وكونت مجتمع الطائف حتى اليوم.
وقد تحدث عبدالحي بن حسن كمال رحمه الله في كتابه الصغير الحجم الكبير النفع والفائدة الذي يحمل عنوان (الطائف أسماء أسره القديمة وبعض عاداتهم) عن أغلب الأسر والعوائل التي كانت تقطن الطائف داخل سورها القديم، كما تحدث أيضاً المؤرخ علي عبدالكريم الفضيل شرف الدين الذي عاش في الطائف وكتب كتابه (الأغصان لمشجرات أنساب عدنان وقحطان) عن بعض أسر أهل الطائف ومنهم الأسر والبيوت اليمنية المقيمة بالطائف وعوائل الأشراف، إلا أن الطائف سكنه أيضاً عدد من الأسر المهاجرة الفارة من ويلات الحروب في بلدانهم واستقبلتهم مدن المملكة ومنها الطائف بكل الحب والترحاب والأخوة مثل البخاريين والصينيين والتركستانيين والأفغانيين والفلسطينيين المهاجرين إثر نكبة 1948م وغيرهم بل إن بعضهم أصبحت لهم أحياء تحمل أسماءهم مثل حي البخارية، وحي وادي النمل بنخب الذي يسكنه عدد من الأفارقة.
ومن هؤلاء العوائل والبيوت التي هاجرت لمكة المكرمة ثم الطائف ومدن الحجاز الأخرى طلباً للعلم والتجارة بعض عوائل وبيوت (الحضارم) القادمين إليها من جنوب الجزيرة العربية ممن ينتسبون إلى (حضرموت) وممن استوطنوا الطائف وأصبحوا الآن جزءاً لا يتجزأ من تكوين مدينة الطائف الاجتماعي ونسيجها العام، وكان ولازال للحضارم الأثر الإيجابي الكبير في حياة وتاريخ الطائف ومدن الحجاز عموماً بل وفي الكثير من مدن المملكة العربية السعودية الأخرى إذ إن تواجدهم بمنطقة الحجاز يعود إلى قرون طويلة وقبل ذلك كان لهم دورهم في نشر الإسلام في بلاد شرق آسيا وإفريقيا، وكان منهم الأئمة الأعلام وبرز منهم عدد من الأسر العلمية المشهورة بالحجاز ذات الأصول الحضرمية، وإلى جانب مساهمتهم في الدعوة فقد كان لهم أيضاً مشاركتهم في الحركة التجارية والاقتصادية والتنمية الثقافية وخدمة الأدب واللغة العربية ونشر التراث العربي الإسلامي في مختلف الدول.
وقد عرف (الحضارم) وعبر تاريخهم الطويل بالهجرة من بلدهم وانتشارهم في عدد من البلدان الأخرى وخاصة دول شرق آسيا وذلك هرباً من لوعة الفقر فطلبوا الرزق في أكباد الأرض فعملوا وجدوا واجتهدوا فأنعم الله عليهم وأعطاهم من واسع فضله، وكان لما تميزوا به من صفات أخلاقية وسلوكية في مقدمتها الأمانة والتواضع وحسن المعاملة والقدرة على تحمل المشاق الأثر الكبير فيما وصلوا إليه من مكانة ومناصب قيادية في عدد من بلدان العالم.
والعوائل والبيوت التي سآتي على ذكرها هنا هم ممن أسعفتني بهم الذاكرة فقط وليس حصراً لكل هذه الأسر المقيمة بالطائف ولعلي أذكر منهم كأسماء مشهورة لمعرفتي الشخصية ببعضها ممن زاملتهم في مرحلة الدراسة بالطائف أو جاورناهم أو لكون أسمائهم كانت تتردد دائماً في المجالس واللقاءات الرسمية أو الشعبية ومنهم القاضي الأسبق بمحكمة الطائف الشيخ أبو بكر بابصيل الذي عمل بها منذ عام 1347هـ، الشيخ سعيد سالم باكلكا عضو المحكمة ونائب قاضي الطائف عام 1369هـ، القاضي حسن محمد شيخ بابصيل عام 1388هـ ثم رئيس محكمة الطائف عام 1392هـ، رجل الأعمال أحمد سعيد بادغيش عضو مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالطائف، رجل الأعمال أحمد أبوبكر باسمح، رجل الأعمال أحمد أبو بكر بالبيد رحمه الله وابنه حسن المستشار السابق بأوقاف الطائف وزميل سابق بالحسن بن الهيثم الابتدائية، رجل الأعمال أحمد بايمين، رجل الأعمال أحمد مستور العامودي عضو الغرفة التجارية الصناعية بالطائف وزميل دراسة سابق بمدرسة مصعب بن عمير المتوسطة، رجل الأعمال أحمد سالم بالحمر، رجل الأعمال أحمد بازهير، رجل الأعمال أحمد باحمدين، رجل الأعمال أبو بكر باعبود، رجل الأعمال بارفعة أول من أدخل المخابز الآلية بالطائف، عائلة وبيت بن شيهون، رجل الأعمال حسن عبدالرحمن باصرة، رجل الأعمال عمر باشماخ، رجل الأعمال حسين محمد باصرة، الأستاذ حسن الكاف مدير البنك الأهلي الإقليمي بالطائف والباحة ثم مدير عام شركة الطائف للسياحة رحمه الله، عائلة وبيت الحريبي، رجل الأعمال خالد العماري، رجل الأعمال سعيد بافيل رحمه الله وهو من وجهاء الطائف المشهورين، رجل الأعمال سعيد أحمد باقادر العامودي، رجل الأعمال سعيد أبو بكر باسمح، رجل الأعمال سعيد بن عمر بوسعيد، رجل الأعمال سعيد عمر بانقيطة، رجل الأعمال سعيد عبدالله بانقيطة، رجل الأعمال سالم بامفلح، رجل الأعمال سالم بصفر، رجل الأعمال سالم سعيد باحبيل وابنه المهندس سعيد مدير إدارة الصيانة والمشاريع بتعليم جدة سابقاً وأحد الزملاء الذين جمعتني به زمالة العمل بتعليم جدة، رجل الأعمال سليمان بصفر، رجل الأعمال سعيد سويد، رجل الأعمال سالم بلعمر، رجل الأعمال صالح العامري، الدكتور عمر عوض المشعبي رئيس بلدية الطائف الأسبق، رجل الأعمال عامر العامري رحمه الله، رجل الأعمال عامر عبدالله النهدي، رجل الأعمال عبدالله باوزير، رجل الأعمال علي بامخير، رجل الأمال عمر محمد بافقيه، رجل الأعمال عبدالرحمن باموسى، رجل الأعمال عبداللطيف سعيد بافيل، رجل الأعمال عامر باجبع، رجل الأعمال عبيد بالحمر، عبيد بن سويد، رجل الأعمال عبود المشعبي وابنه خالد بن عبود المشعبي، رجل الأعمال حمد صالح زمزمي، رجل الأعمال محمد سليمان بن يهب، رجل الأعمال محمد باخطمه، رجل الأعمال محمد عبدالرحمن الجفري، رجل الأعمال مسعود الجليسي، رجل الأعمال محمد عامرالعامري، رجل الأعمال محمد عامر باجبع، رجل الأعمال محسن باعبود، الزميل السابق يوسف باطامة بمدرسة مصعب بن عمير وإمام وخطيب الجمعة بأحد الجوامع بحي السداد، وغيرهم وغيرهم من هذه الأسر الكريمة التي أحببت أن أذكرهم في هذه العجالة وفاءً وتقديراً لهم ولما قدموه لمدينتي مدينة الورد والمحبة الطائف المأنوس وإن كنت أتمنى من المتخصصين والمراكز البحثية أن تعد دراسة متكاملة عن هذه الأسر الحضرمية وكذلك الأسر الأخرى في الطائف توثيقاً لهم ولعطائهم الكبير في خدمة الوطن وأبناء الوطن، والذين تربطنا بهم وقبل كل شيء أواصر الدين واللغة والعادات والتقاليد والإنسانية والمصاهرة والأخوة الصادقة.