عبده الأسمري
ما بين إحسان الذات وصلاح النية وسراج القيم وطيب التوجه بنى «صروح» السمعة من أعماق «الإنسانية» إلى آفاق «المهنية».
كتب «مشاهد» الإغاثة بحبر «التقدير» وسخر «شواهد» الإعانة بجبر «التدبير» فكان كبير «المحسنين» بالرأي و»الموقنين» بالهدف و»المتبرعين» بالجهد الذي حوّل «العمل» إلى «ميدان» تضحية و»منبع» عناية و»نبع «رعاية.
أقام «جسور» الحب مع «الأيتام» فكان «الكافل» بالدعم و»الكفيل» بالهمم ومد «أيادي» الود مع المسنين فكان «السخي» بالحنان و»الكريم» بالامتنان..
كان «الناصح» للأحداث بتوجيه الأب و»الموجّه» للجانحين بوجاهة المسؤول الذي أضاء بخبرته «دوائر» البحوث وأنار بمسيرته «مدارات» الدراسات.
وزع «العطف» بتنوع إنساني جاذب ملأ «قلوب» ذوي الإعاقة بقوة «الإفاقة» فظل «الوجه» المبهج» والوجيه «البهيج» في مضامين «الوفاء» وميادين «الاستيفاء».
إنه أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية السابق المستشار الاجتماعي الشهير إحسان صالح طيب أحد أبرز المستشارين المؤثرين والقياديين السابقين في الشؤون الاجتماعية.
بوجه مكاوي الملامح أكملته علامات المشيب وقاراً واستقراراً وسحنة حنطية حجازية «التقاسيم» تتقاطع مع أبيه وأجداده وعينين تسطعان بنظرات «الإنصات ولمحات «الثبات» وأناقة وطنية تعتمر «البياض» وشخصية لطيفة التواصل أصيلة التعامل نبيلة الوصال يتقاطر منها «حسن الخلق» ويتسطر فيها «طيب المعشر» وصوت خليط بين لهجة مكاوية قوامها «الأصول» ومقامها «الفصول» ولغة راقية تتكامل فيها «عبارات «التخصص» و «اعتبارات» الاختصاص وتتماثل وسطها خبرات «المناصب» ومنهجيات «الأعمال» قضى طيب من عمره حوالي خمسة عقود وهو يملأ «منصات» القرار» بوقع الخبرة ويبهج «أهداف» التنمية بواقع السيرة ويرتب «مواعيد» الإنجاز على «أسوار» الأمانة ويجني «أهداف» الاعتزاز في «وقائع» المكانة مستشاراً وقيادياً وريادياً ومسؤولاً كان «ناتجاً» صحيحاً في «معادلة» المنصب و»إنتاجاً» ثابتاً في «متراجحة» التكليف.
في حي «الغزة» القابع في قلب «مكة المكرمة» النابض بالخيرات والمضيء بالمسرات والمجاور للمسجد الحرام ولد عام 1371 على يد «قابلة» شهيرة الصيت في ولادات «المكيين» وتعالت أهازيج «الفرح» في منزل والده تاجر القماش المشهور وانتثر أريج» السرور في «دكاكين» أخواله في حي الجودرية.
وتفتحت عيناه على أب جواد مشهود له بالخير وأم متفانية من آل فرج «تجار» الحبوب المشهورين بالتدين وتعتقت أنفاسه صغيراً بصدى «الروحانية» بين جنبات المسجد الحرام وتعانقت «أسماعه» بصدى «السكينة» من مكبرات «البيت العتيق» وانطبعت في قلبه «مشاهد» الصفاء و»شواهد» النقاء في مواسم الحج والعمرة والتي كانت «دروساً» سلوكية أولى سجعت طفولته باليقين وملأت شبابه بالحنين.
ركض طيب مع أقرانه بين أحياء شعب عامر والحجون وكدي والشبيكة مشفوعاً بتربية مكية طاهرة ومدفوعاً بوجاهة حجازية باهرة.
درس طيب الصف الأول الابتدائي بالمدرسة الرحمانية بحي القرارة ثم قرر والده إلحاقه مبكراً في الصف الثاني ابتدائي في القسم الداخلي بمدارس منيل الروضة بالقاهرة وهو طفل في السابعة من عمره وظل فيها طالباً نابهاً متفوقاً بارزاً بين زملائه وفي السنة الأخيرة من المرحلة الابتدائية حدثت ثورة السلال باليمن وما تلاها من أحداث مما اضطره للعودة إلى أرض الوطن ودرس نصف العام الدراسي بالصف السادس الابتدائي بالمدرسة السعودية الابتدائية بجدة ونال الشهادة الابتدائية ثم عادت أسرته إلى مكة المكرمة والتحق بالمدرسة التجارية المتوسطة بمكة المكرمة بحي جرول ونال منها الدبلوم وسافر للرياض والتحق بمعهد الخدمة الاجتماعية الثانوي وتخرج منه بدبلوم خدمة اجتماعية ثانوي عام 1390هـ ثم تعين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على وظيفة مساعد أخصائي توظيف بمكتب العمل بجدة ثم محقق قضايا عمالية بذات المكتب ثم أخصائي اجتماعي بمقر دار الرعاية بمكة المكرمة وحصل أثناء عمله على بكالوريوس علم الاجتماع من جامعة الملك عبدالعزيز بنظام الانتساب وواصل تعليمه مرتباً وقته بين الدراسة والوظيفة حتى نال درجة الماجستير في تخصص التنمية الاجتماعية عام 1409.
تبوأ طيب مناصب متعددة استناداً إلى خبرته ومسيرته وتخصصه وكفاءته حيث عمل مديراً لمكتب مكافحة التسول بمكة المكرمة ثم ترقى إلى وظيفة مدير التوجيه الاجتماعي بالطائف ثم مشرف رعاية اجتماعية بالمنطقة الشرقية ثم مشرف رعاية اجتماعية بالمكتب الرئيسي للشؤون الاجتماعية وترقى إلى منصب مدير عام للتفتيش بوكالة الوزارة للرعاية الاجتماعية وكلف بالعمل مدير عام الرعاية والتوجيه الاجتماعي ومدير الإدارة المالية والهندسية بالوزارة وترقى للمرتبتين الثانية والثالثة عشرة كمستشار اجتماعي ثم انتقل مسؤولاً عن أعمال الشؤون الاجتماعية بمكة المكرمة وكانت مسؤولياته حينها عن ثلاث مناطق «مكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك», وفي عام 1419 صدر قرار مجلس الوزراء بترقيته إلى المرتبة الرابعة عشرة كمستشار اجتماعي وتكليفه بالعمل مديراً عاماً للشؤون الاجتماعية بمكة المكرمة وتقدم بطلب تقاعد مبكر عام 1428.
ولأنه مسكون بالإبداع والتأثير أنشأ بعد تقاعده مكتباً للاستشارات الاجتماعية وقدم من خلاله العديد من الدراسات للغرف التجارية بمكة المكرمة وجدة وإلى بعض الجمعيات ورجال الأعمال ثم طلبته هيئة الإغاثة الإسلامية للعمل مديراً عاماً للبرامج والرعايات ثم تعين بعدها أميناً عاماً للهيئة بالمرتبة الممتازة وعمل فيها لمدة دورة كاملة وشهر وغادرها بناءً على طلبه عام 1437 وعمل لفترة مع الراجل مديراً عاماً لمركز نداء الأمل للرعاية النهارية وأسهم في تأسيس قطاعات مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة وعمل كمدير عام لشركة سنابل الخير وهو عضو مجلس نظارة وقف عين العزيزية للملك عبدالعزيز واختير عضواً بمجلس محافظة جدة من عام 1423- 1428 وترأس اللجنة الاجتماعية بالمجلس وتم اختياره عضواً بمجلس منطقة مكة المكرمة ممثلاً لوزارة الشؤون الاجتماعية من بداية تأسيس المجلس عام 1414 وحتى عام 1428 ويملك عضوية في عدة مجالس وهيئات وقطاعات في الداخل والخارج وقد شارك بإسهامات متميزة في دراسة بعض الظواهر الاجتماعية وإعداد اللوائح والأسس والأطر للعديد من القضايا المجتمعية محلياً وخليجياً وعربياً وترأس عدة فرق عمل ولجان لإعداد الكثير من البحوث والدراسات المتخصصة وله عدة مشاركات مختلفة في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء .
شارك طيب في عشرات المؤتمرات والمناسبات في الخارج ممثلاً للمملكة وتم تكريمه في عدة محافل على المستوى المحلي والخليجي والعربي والعالمي أثناء عمله في الشؤون الاجتماعية وهيئة الإغاثة الإسلامية.
يحظى إحسان طيب برصيد مديد ومخزون شافع نافع من الذكر الحسن في مجالس الحجازيين كوجه خير وصاحب مقام مهني وقامة معرفية وقيمة وطنية وله على «خارطة» الوطن التنموية بصمات «خالدة» في الشأن الاجتماعي والعمل الاستشاري.
إحسان طيب.. القيادي الإنساني والريادي المهني رجل الضياء المجتمعي والإمضاء التنموي والنجم «الساطع» في «شؤون» الأثر و»متون» المآثر.