سلطان بن محمد المالك
المبدعون وأصحاب الهوايات المتنوعة والمتعددة أعداد كبيرة لا يمكن حصرها بسهولة لدينا في المملكة. بعضهم استطاع أن ينمي هوايته ويطورها إلى إن أصبحت مشروعاً تجارياً ناجحاً يدر دخلاً عليه. البعض الآخر تقف هواياتهم في نطاق محدود ومع مرور الوقت تموت بسبب عدم تنميتها والاهتمام بها. وقد يعزى السبب لعدم وجود جهات أو أماكن ترعى وتتبنى دعم أصحاب الهوايات.
مؤخراً علمت أن برنامج جودة الحياة وهو أحد برامج رؤية 2030 الطموحة والهادف إلى تغيير الكثير في أنماط حياتنا؛ أطلق مبادرة مهمة بمسمى منصة «هاوي» وتم تأسيسها من قبل 12 جهة حكومية وهي إحدى المنصات الإلكترونية تعمل على تطوير وتفعيل قطاع الهوايات في المملكة من خلال إنشاء أندية الهواة وتقديم الدعم اللازم لهم. كما أنها تهدف إلى تمكين الأفراد من اكتشاف وتطوير هواياتهم وميلهم إلى مجالات مختلفة. وتحتوي المنصة على مجموعة من الدورات التدريبية والفعاليات وورش العمل التي تشمل مجالات متنوعة مثل الفنون والحرف اليدوية والطهي والموسيقى والرياضة وغيرها تقدم للمنضمين للمنصة.
اطلعت على المنصة ومحتواها من خلال تطبيق إلكتروني خاص بها ووجدتها تجيب على العديد من التساؤلات التي من أبرزها لمن لا يعرف هواياته فيمكنه التسجيل في هاوي وتجربة الهوايات واكتشافها. ولمن يعرف هواياته، يمكنه أن ينضم لهاوي ويمارس هوايته وينميها بشكل طبيعي ويحصل على الدعم المطلوب. من مزايا هاوي إمكانية أن يؤسس الهاوي نادياً خاصاً به وبمجموعته من الهواة ويمارسون هواياتهم المحببة مع بعض. كما أنها تتيح للهاوي خدمة التسويق لناديه من خلال خدمات هاوي التسويقية والتصاميم والتغطيات الإعلامية في منصات التواصل الاجتماعي.
أعجبتني جمله قرأتها تقول «مهما كانت هوايتك ومهما كان موقعك في أي مدينة ومحافظة هاوي موجود يحتضنك ويحتضن هوايتك»، وفي هذه دعوة لكل الهواة بالانضمام للمنصة للاستفادة منها ولتنمية هواياتهم.
عدد الأندية المسجلة في المنصة 452 نادياً، وعدد الأعضاء 18570 عضواً وعدد الهوايات 189 هواية، أتمنى بعد مدة ليست طويلة أن نسمع بنمو صناعة الهواة وتقدمها وزيادة أعداد المنضمين والمتفاعلين مع المنصة. وكل الشكر والتقدير للقائمين على برنامج جودة الحياة والمنصة على إطلاق مثل هذه المبادرة.