بداية لاشك الجليس والصديق والقدوة وأيضاً مايسمعه الصغير في محيطه العائلي يؤثر بشكل كبير بل قد يستأثر بتفكير الطفل طموحاً وأمنيات وتصورات وتخيلات، فمن الأطفال من يحلم أن يكون قائداً وآخر مهندساً وثالث عسكرياً أو لاعب كرة وهكذا أمنيات تسبح في عالم يموج بكل أنواع النشاطات والعلوم لتبدأ في أذهان الصغار وهم في مدارج التعليم الأولي، تلك المشاهد والأفكار والفضول لمحاكاة مايرونه لاشك كلها دوافع، ومن هنا يأتي دور الأهل لتنمية المواهب تعليماً وإيحاءً، فالأب الذي يستعرض أمام أولاده سير الشخصيات ومجالات التفوق هو لاشك يفتح نوافذ أمام الصغير يطل من خلالها على العالم برجالاته ممن كافحوا وصار لهم شأن و مراكز وظيفية أو مخترعات أو كيانات اقتصادية حتى إذا ماوصل الشاب للجامعة صار عنده حصيلة من التصورات يمكنه اختيار ما يناسب ميوله طب، هندسة، أدب، وغير ذلك من التخصصات.
إن تنمية التفكير من بداية نشأة الصغير هي بداية انطلاق أحلامه وطموحاته ومايرغب أن يصل إليه في مستقبل حياته وكلما كبر الطموح زادت العزيمة والرغبة في امتلاك أدوات الوصول لتحقيق الهدف ولهذا أرجع وأقول إن مايسمعه الطفل ممن حوله هو مايشكل شخصيته وما يريد تحقيقه ومن هنا تأتي أهمية انتقاء الأصدقاء من ذوي الطموح والذكاء والبيئة ومايشاهده داخل الأجهزة الإلكترونية وأيضاً اهتمام المناهج الدراسية بكل مايحتاجه النشء لتنمية معارفه والمزج بين التعليم النظري والعملي ليسهل اكتشاف ميول الطالب وتنمية مواهبه فرؤية المملكة 2030 تضع الشباب هدفاً لتحقيق التنمية وفي كل القطاعات.
نعم هناك جهود تبذل لتحقيق هذا الهدف سواء داخل الجامعات أو عن طريق الإبتعاث ولكن نحن بحاجة إلى وضع هذا التوجه وتطبيقه داخل مدارس التعليم العام ليكون الخريج جاهزاً لسوق العمل أو مواصلة الدراسة الجامعية فالملاحظ أن من ينهي دراسته الثانوية يقف في مفترق الطرق خاصة عند تعذر القبول في الجامعات.