د.عبدالعزيز بن سعود العمر
لا جدال أن كل من ثقافة المجتمع السائدة والمدرسة يتنافسان على تشكيل الصورة النهائية للتعليم، فالعلاقة بين المجتمع ممثلا بثقافته السائدة من جهة والمدرسة من جهة أخرى تبقى دائماً علاقة جدلية ملتهبة، شابها الكثير من الشد والجذب، بل إن هذه العلاقة شكلت مجالاً خصباً للحوار والمناقشات والبحوث المتعمقة بين المفكرين علماء التربية وعلماء الاجتماع. منطقيا وعلميا المدرسة تسبق المجتمع في مستوى المهنية والاحترافية المطلوبة لإحداث التغيير التنموي المستهدف، وبالتالي فيجب أن يكون للمدرسة الكلمة العليا في إحداث التغيير والتطوير المجتمعي لكن الذي حدث لدينا في وقت مضى يوضح أن مجموعة من النافذين اجتماعياً وايدولوجيا ممن يحملون ثقافة محلية معادية للتنوير والتحديث تولت في وقت مضى قيادة المدرسة، وتحديداً فيما يتعلق بالمناهج والمعلمين ومحتوى المكتبة، ولا أظن أنكم تحتاجون أن أوضح لكم إلى ماذا أفضى سيطرة هؤلاء على برامج المدرسة.
اليوم لم يعد هناك نافذون مؤدلجون يوجهون المدرسة من خارجها، ومع ذلك بقي الإنجاز المدرسي كما هو متواضعاً، أين العلة إذن؟ طبعاً من المستحيل في عالم التربية والتعليم أن تعزل سبباً واحداً ليكون هو المسؤول عن تراجع المدرسة والتعليم عموماً إلا أنني أعتقد أن الحكمة في اختيار قيادات التعليم ومستشاريه سوف تمثل رأس حربة التغيير والتطوير.