الجزيرة - المحليات:
دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، مساء أمس الخميس بدء تنفيذ الربط الكهربائي بين هيئة الربط الخليجي وجمهورية العراق، وذلك بحضور وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الطاقة العراقي السيد زياد علي فاضل الرزيج وعدد من وزراء الطاقة بدول الخليج العربي، والسفراء الخليجيين لدى المملكة وعدد من المسؤولين الخليجيين والعراقيين.
وعبر سمو أمير المنطقة الشرقية عن سعادته الغامرة بالاحتفال بهذه الخطوة من خطوات هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي، معتبرا هذه المناسبة ثمرة مباركة من ثمار مجلس التعاون لدول الخليج العربي، من خلال تدشين مشروع الربط الكهربائي مع دولة العراق الشقيقة، مؤكدا أن المشروع سيعود بالنفع الكثير، والخير الوفير على المنطقة بأسرها، ويكون بداية لانطلاقة جديدة نحو آفاق أوسع، وأسواق أكبر.
وقال سموه: «مشروع الربط الكهربائي هو تتويج لدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وإخوانهما قادة دول مجلس التعاون الخليجي، فمنذ أن رأى النور في العام 2009، واحتضنته المملكة، وهو يتجلى عاماً بعد عام، محققاً منافع اقتصادية متعددة لدول المجلس، من خلال ما وفره من التكاليف الرأسمالية والتشغيلية لشبكات الكهرباء الخليجية».
وأضاف سموه «المشروع -ولله الحمد- حسب الدراسات المعلنة، وفر حوالي نصف إجمالي الاحتياطي المطلوب في الدول قبل إنجاز الربط الكهربائي، فضلاً عن توفير خدمات نقل الكهرباء بشكل موثوق ومستدام وتنافسي وهو الأمر الذي كان له أثر طيب على دعم ومساندة كافة الأنشطة التنموية في المنطقة».
وقال سمو أمير المنطقة الشرقية إن «مشروع الربط الكهربائي يدخل عالماً أوسع مع تدشين مشروع الربط مع دولة العراق الشقيقة، ونحقق معه جميعاً الكثير من الأهداف، وهو يعزز من مكانة دول مجلس التعاون الخليجي في دعم ورفع قيمة السوق الإقليمية للكهرباء ويحقق تطلعات شعوب المنطقة في تجارة وتبادل الطاقة الكهربائية، كما يعد جزءاً مهما من مشروع الربط الكهربائي العربي الشامل الذي سيربط الدول العربية بعضها بعضا، كما سيربطها مستقبلاً بإذن الله مع أماكن أبعد».
وفي كلمته خلال الحفل قال صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، «إن بدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائي، بين شبكة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشبكة جنوب جمهورية العراق، الذي تم توقيع عقد تنفيذه، بين هيئة الربط الكهربائي الخليجي ووزارة الكهرباء في العراق، على هامش قمة «جدة للأمن والتنمية»، في شهر يوليو الماضي، يُمثّل أحد المشروعات التي تهدف إلى تعزيز أواصر التعاون، بين دول المجلس والعراق الشقيق، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية».
ورفع سموه أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، -حفظهما الله- وإلى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، وإلى القيادة العراقية الشقيقة، لمساندتهم المستمرة ودعمهم المتواصل لمشروع الربط الكهربائي الخليجي.
واشار سموه إلى أن الربط الكهربائي توجُّهٌ يتبناه كثير من الدول، لما يحققه من تعزيز أمن الشبكات المترابطة واستقرارها، وتعظيم الفوائد الاقتصادية منها، وزيادة قدراتها على إدماج مصادر الطاقة المتجددة فيها، ولما يُسهم به في إيجاد سوق إقليمية ودولية لتبادل الطاقة الكهربائية وتصديرها.
وأضاف سموه، أُنشئت شبكة الربط الكهربائي، لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بناء على نتيجة الدراسة التي أعدت خلال الفترة من عام 1984 إلى عام 1986م، بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية الصناعية، والتي قام بتنفيذها كل من معهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومعهد الأبحاث العلمية في الكويت، مع بعض الاستشاريين العالميين، وبإشراف فريق عمل فني من الدول الأعضاء، وما تبعها من دراسات تفصيلية أكدت المنافع التي يمكن أن تجنيها الدول من الربط الكهربائي، مشيرا إلى أنه نتيجة لهذه الدراسات، تم اعتماد تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في قمة مسقط عام 1997م. واليوم، ترى دول الخليج، جميعها، الفوائد المتحققة، من هذا المشروع منذ بدء تشغيله عام 2009م.
أما فيما يتعلق بمشروع الربط الكهربائي السعودي العراقي المباشر فإنه يجري تنفيذ مبادئ اتفاق الربط الموقعة بين الجانبين الشقيقين، حيث يمتد هذا المشروع من مدينة عرعر شمال المملكة، إلى اليوسفية غرب بغداد، وتبلغ سعته الأولية 1000 ميجاوات. وسيدعم المشروع، بالإضافة إلى مشروع الربط الكهربائي الخليجي العراقي، عند اكتمالهما وتشغيلهما، الشبكة الكهربائية العراقية، ويُعزز قدرتها على تلبية احتياجات الشعب العراقي الشقيق من الكهرباء في السنوات القادمة، كما سيعزز أمن واستقرار الشبكات الكهربائية المترابطة.
بدوره أكد وزير الكهرباء العراقي المهندس زياد علي فاضل الرزيج في كلمته أن وضع حجر الأساس لمشروع الربط الكهربائي العراقي - الخليجي يعتبر من المشاريع الإستراتيجية المهمة على مستوى التكامل العربي في مجال الطاقة الكهربائية وشريان آخر يربط العراق بعمقه الخليجي العربي.
و قال إن بلاده حريصة على تبني وإنجاز مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار ولاسيما الدول الشقيقة، لافتا إلى أن مشروع الربط مع دول مجلس التعاون الخليجي والربط مع المملكة العربية السعودية يأتي ضمن هذا السياق، والذي يعكس توجهات الحكومة العراقية في تعزيز التكامل الطاقي والاقتصادي بين الدول العربية.
وذكر أنه بعد تم توقيع العقد الإطاري للربط بين وازرة الكهرباء العراقية وهيئة الربط الخليجي في عام 2019 يتم هذا اليوم الترجمة العملية للتعاون المباشر مع أشقائنا بشكل عام وهيئة الربط الخليجي بشكل خاص من خلال وضع حجر الأساس لمشروع الربط الذي يتضمن تنفيذ خط بدائرتين من محطة الزور الثانوية 400 ك. ف مرورا بمحطة الوفرة 400 ك. ف إلى محطة الفاو 400 ك. ف وبطول كلي (322) كم، وان مقدار القدرة المتوقع استيرادها من خلال الخطة ستبلغ (500) ميكا/واط لتغذية محافظة البصرة.
واكد ان المشروع سيشكل إضافة كبيرة إلى المنظومة الكهربائية من خلال تعزيز موثوقية واستقرارية الطاقة وتحسين الخدمة المجهزة للمواطنين، وعبر عن شكره لكل من ساهم في دعم المشروع، متطلعا إلى تجمع آخر في مناسبات قادمة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، إن مشروع الربط الكهربائي الخليجي، من أهم مشروعات ربط البنى الأساسية بين دول المجلس، ويهدف إلى مواجهة فقدان القدرة على التوليد في الحالات الطارئة، وتخفيض احتياطيات التوليد في الدول الأعضاء، وتخفيض الانبعاثات الكربونية، وتخفيض تكاليف إنشاء شبكات الألياف البصرية، وتوفير أسس تبادل وتجارة الطاقة الكهربائية بين الدول الأعضاء بما يخدم النواحي الاقتصادية ويدعم موثوقية الإمداد الكهربائي، والتعامل مع الأزمات الطارئة.
وقال رئيس مجلس إدارة هيئة الربط الكهربائي الخليجي المهندس محسن بن حمد الحضرمي، ان مشروع الربط الكهربائي الخليجي يُعَدُّ واحداً من أهم مشروعات ربط البنية الأساسية التي أقرها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأضاف، أن المشروع الاستراتيجي الخليجي حقق عاما بعد عام منافع فنية واقتصادية لدول المجلس، حيث يساهم بالدعم في الحالات الطارئة لتجنيب شبكات دول مجلس التعاون الانقطاعات الكهربائية، وذلك من خلال تقديم الدعم الفوري خلال الحالات الطارئة بنقل الطاقة المطلوبة عبر شبكة الربط الكهربائي التي تمتد لمسافة تقارب 1,050 كيلومتر من دولة الكويت إلى سلطنة عُمان.
وذكرأن المشروع منذ تشغيل وحتى الآن تمت مساندة ما يقرب من 2,700 حالة دعم، كما أسهم المشروع في تحقيق وفورات لدول المجلس تتراوح بين 200 إلى 300 مليون دولار أمريكي سنوياً، وقد بلغت الوفورات التراكمية لدول مجلس التعاون منذ بدء تشغيل المشروع ما يقارب نحو 3 مليارات دولار أمريكي.
وأكد ان المشروع يهدف إلى تلبية جزء من الطلب على الطاقة الكهربائية في جنوب جمهورية العراق، بنحو 500 ميجا واط من الطاقة من دول مجلس التعاون عن طريق شبكة الربط الكهربائي الخليجي كمرحلة أولى، ويستغرق العمل في المشروع قرابة 24 شهرًا، ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذ المشروع وتشغيله مع أواخر العام المقبل.
وفي ختام الحفل كرم سمو أمير المنطقة الشرقية عددا من الجهات كما بارك توقيع عدد من الاتفاقيات.