«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله ومعالي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن العلاقات السعودية الأمريكية قوية وراسخة وتاريخية في كافة المجالات مشيراً إلى أنه تم بحث عدد من الملفات والتشاور في عدد من القضايا خلال زيارة بلينكن لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقداه في مدينة الرياض بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري المشترك للشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية موضحاً سموه بأن الاجتماع ناقش موضوع داعش في كل من العراق وسوريا وبعض الدول موضحاً سموه بأن هذا أكبر تحالف دولي مكون من 86 دولة مشيراً إلى أن الأعضاء في المؤتمر حثوا على تجفيف منابع الدعم لهذه التنظيمات وتعقب مصادرها، وبين بأن المملكة تعمل مع كافة الدول وخاصة في أفريقيا التي يشكل فيها الإرهاب خطراً محدقاً بهذه الدول لمواجهة هذه التهديدات.
كما بحث الاجتماع موضوع التنظيمات الإرهابية في أفغانستان وضرورة العمل لمواجهة هذه التهديدات وحماية الأجيال القادمة.. ووصف عودة اللاجين في كل من سوريا والعراق أمر ضروري إلى بلدانهم، وعلى الدول الغنية تحمل مسؤولياتهم وعليها أن تستعيد مواطنيها من مناطق الصراع والمناطق الخطرة.
وأوضح سموه إلى أن الاجتماع أكد على أن التطرف والإرهاب بكافة أشكاله يجب ألا يرتبط بأي دين أوجنسية أو مجموعة عرقية، وألا يكون مركبا لاتخاذ أي إجراءات أوتفرقة أو عنصرية، وألا يكون المسؤولون عرضة للمضايقات لأسباب أن بعض الفئات نهجت نهجاً مخالفاً للأعراف.. وهذا ينطبق على جميع العرقيات.
وزير خارجية أمريكا
بعد ذلك ألقى معالي وزير خارجية أمريكا كلمة قال فيها: إن الرئيس بايدن أكد على الحفاظ على المصالح المشتركة بين البلدين وكذلك الشؤون الأمنية والاستقرار، ونحن ملتزمون بالشراكة مع دول المنطقة ومواجهة التحديات التي تواجه الشعوب من الإرهاب والتطرف ورسم السياسات التي تمنع الإرهاب.
وأضاف بلينكن بأننا عززنا علاقاتنا مع السعودية ودول المجلس.. ومع التحالف الدولي لدحر داعش مشيراً إلى أن المملكة لها إسهامات عظيمة يوماً بعد يوم خاصة مثل هذه الاجتماعات التي تساعد على تقوية العلاقات.. وقد ألحقنا بهذا التنظيم خسائر فادحة ولا زلنا..
وامتدح تحالف 86 دولة مع المملكة وأمريكا للقضاء على التطرف والإرهاب والمنظمات المتطرفة ومن خلال دول المجلس..
وبيَّن وزير خارجية أمريكا إلى أنني ناقشت مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مسألة اليمن وأكدنا له بأنه لا بد من حل هذه القضية، وقد استطعنا إيقاف هذه الحرب 14 شهرا ونتطلع إلى استقرار اليمن.. وقد التقيت الرئيس اليمني وبحثنا معه العديد من القضايا اليمنية وأريد أن أؤكد بأن أهدافنا جميعاً هو وقف دائم لإطلاق النار في اليمن، وسوف يواصل مبعوثنا الخاص الجهود مع الدول ذات الشأن بالملف اليمني ومع الشرعية والحوثيين..
وأضاف وزير الخارجية إلى أنه تم مناقشة موضوع إيران النووي مع دول المجلس وأكدنا بأن هذا الموضوع يزعزع الاستقرار في المنطقة وعدم التصعيد في المياه الإقليمية موضحاً بأن أمريكا قوية لاتخاذ كافة الإجراءات والطريقة التي نواجه بها هذه الطريقة الاستفزازية، وكذلك ندعم الجهود الدولية لحل هذه الأزمة.
وقال: إن أمريكا والسعودية توليان موضوع أزمة السودان اهتماما وتعملان من خلال حملة دبلوماسية لحل هذه الأزمة والموافقة على ما تم الاتفاق عليه وحكومة انتقالية.. كما تم بحث موضوع ظاهرة المخدرات.. من خلال شراكات وتعاون للحرب على هذه الآفة.. بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا في أفريقيا..
واستعرض بلينكن عددا من الاستراتيجيات بين المملكة ودول مجلس التعاون في عدة مجالات.. وأزمة المناخ والطاقة النظيفة والطاقة وأن تكون هذه الدول مستقرة وآمنة ومزدهرة.
وقد أجاب الأمير فيصل بن فرحان ووزير خارجية أمريكا عن أسئلة الصحفيين.. وقال سموه إن شراكتنا مع أفريقيا عميقة واستراتيجية وتربطنا معهم صداقات قوية، وهذه الدول مصدر قوي الاستقرار العالم.. وعلينا محاربة أي تحد تعترض هذه الدول من قبل التنظيمات الإرهابية.
وأوضح بلينكن بأن هذا التحالف هو أكبر تحالف في العالم، وقد استعاد هذا التحالف كثيرا من المناطق ولا زلنا نعمل مع أفريقيا لملاحقة هذا التنظيم.. ويجب أن نبقى حذرين فالأمن مهم وضروري للمجتمعات.
وأضاف الأمير ابن فرحان بأن المملكة تعمل على تطوير برنامجها النووي السلمي ونحن نسعى إلى الحصول على أفضل التكنولوجيا من أمريكا وتطوير هذا البرنامج الذي خصص للأغراض السلمية التي تخدم مشروعاتنا في كافة المجالات..وحول التطبيع مع إيران أوضح سموه بأن من مصلحة المنطقة أن تكون العلاقات حسنة مع إيران ومن مصلحة إيران أن تكون علاقاتها بدول الجوار كذلك حسنة وستعود هذه الاتفاقيات بالفائدة.
وأكد سمو وزير الخارجية أن الصين شريك مهم للمملكة ودول المنطقة، موضحا في نفس الوقت أن المملكة تواصل تطوير العلاقات الأمنية والعسكرية مع الولايات المتحدة.
وأضاف سموه بأن لابد من حل القضية الفلسطينية ونحن نتطلع إلى أن تلعب أمريكا دوراً في حل النزاع بين الدولتين.. وقال: إن التطبيع يصب في مصلحة المنطقة لكن يجب معالجة القضية الفلسطينية أولاً.
وأشار الأمير فيصل إلى أن السلاح في السودان لا يفضي إلى شيء وإنما إلى خسارة في الأرواح.. وهناك تفاهمات لإعادة اجتماعات جدة وفق شروط ومعايير أكثر التزاماً ولدينا أمل كبير لحل هذه الأزمة.
وحول الأوضاع في أفغانستان قال وزير خارجية أمريكا إن أمريكا لديها خطوات لحفظ أمنها القومي وأمن العالم من أي أنشطة إرهابية وسنعمل مع شركائنا للقضاء على القاعدة.