سهوب بغدادي
فيما أعلن وزير الرياضة سمو الأمير عبد العزيز بن تركي، في بداية الأسبوع عن نقل ملكية رباعي كرة القدم في السعودية، شاملًا ذلك كلًّا من نادي الاتحاد، والأهلي، والنصر، والهلال، إلى صندوق الاستثمارات العامة، إذ يهدف القرار إلى إتاحة المجال أمام الشركات المختصة لتطوير النادي، فضلًا عن تخصيصها، الأمر الذي يصب في صالح النادي والقطاع الرياضي بشكل عام، بما يتوافق مع مستهدفات الرؤية الطموحة 2030 بهدف إرساء قواعد قطاع رياضي فعّال ومزدهر بالنسبة للأندية الرياضية والعاملين فيها، وبالتأكيد سنشهد ازدهارًا تباعًا في الرياضات الأخرى والأكاديميات الرياضية التي تعد الرياضيين.
في سياق متصل، شهدنا ظاهرة استقطاب اللاعبين العالميين إلى الأندية الرياضية كلاعب النصر حاليًا كريستيانو رونالدو، وبعدها اللاعب ميسي، وحديثًا ما دار حول مهاجم نادي ريال مدريد كريم بنزيما، فما تنقله وسائل الإعلام الأجنبية يفيد بالتخبط والحيرة من قرارات النجوم العالميين التي تقتضي ترك حياتهم الأوروبية لصالح نادٍ محلي غير عالمي -على حد تعبيرهم- فضلًا عن الظروف المعيشية المختلفة والصعبة من ناحية اختلاف الثقافة والدين وغيرها من المزاعم.
بالتأكيد إنها أقاويل مستنبطة من صورة نمطية رثة، وأبرز دليل على ذلك، آخر تصريح لمدرب المنتخب السعودي السابق هيرفي رينارد على إحدى القنوات الفرنسية على قناة (كانال + سبور) عندما سأله المذيع عن حال اللاعبين العالميين الذين يرحلون إلى المملكة، فقال: ليس هنالك ظروف حقيقة, إنها حياة طبيعية فلقد قام سمو ولي العهد بتغييرات كثيرة منذ عام 2017، كما عبر عن غبطته لمن يذهب إلى السعودية للعمل في هذه الفترة الحالية، خاصةً في القطاع الرياضي بالتزامن مع إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم عن قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية وفي ذلك فرصة كبيرة للاعبين والمدربين، بغض النظر عن الادعاءات المثارة حول المملكة عند كل إعلان وكل إنجاز، فإنها تعنى بالرياضة انطلاقًا من اتساقها مع جودة الحياة للفرد والمجتمع، والعائد الاقتصادي والثقافي وغيرها من النطاقات الحيوية التي تصب في صالح الوطن ومن فيه بإذن الله، حيث تعنى المملكة بكل المجالات كالسياحة والثقافة والفن بأنواعه، علاوة على انفتاحها على العالم وانفتاح العالم عليها بعد التأشيرة السياحية، الأمر الذي يجعل المملكة بوصلة لمختلف النطاقات، على سبيل المثال، مجال الآثار والمعالم السياحية، فلقد أعلن متحف اللوفر في باريس خلال العام الماضي عن عرضه التمثال اللحياني الذي كشفت عنه الهيئة الملكية لمحافظة العلا حتى عام 2027، فمن خلال امتزاج جميع المجالات وخاصةً أذرع الدبلوماسية العامة أو -ما يعرف بالقوة الناعمة- في دولة واحدة وعنايتها بها نرقى إلى الطليعة وما بعدها.