عثمان أبوبكر مالي
حتى وإن كان أملاً عند الكثيرين منذ وقت طويل، وحلماً عند الجموع منذ أمد بعيد، وتطلعاً عند المسؤولين ومن فترات كثيرة، جاء تحققه بقوة ليست فيها غرابة، ومستوى لا يحمل مفاجأة، والسبب ببساطة هو أنه يأتي مواكباً للرؤية الخالدة، مسايراً لزمنها المشرق متزامناً مع تواقيت ما تحدثه من انقلاب الوقائع وتقدمها وتغير الأحداث وارتقائها الكبير بقوة إلى أعلى وأقوى وأشمل وبمفهوم يتوافق وما تعيشه البلاد من رقي متنامٍ وتقدم مطرد وتطور مزدهر في كل مجالات الحياة.
انطلاق مشروع (تخصيص الأندية الرياضية السعودية) بإعلانه رسمياً خطوة جبارة، بل إنه يعتبر قفزة نوعية متقدمة وحضارية تلقيناها بشوق واستقبلناها بلهفة، وهي تأتي في وقت مختار بعناية، لتتسابق مع الانطلاقات والقفزات الحضارية التي نعيشها (من الأرض إلى الفضاء) في جميع مجالات الحياة، وننعم بها بشكل خاص في مجال الرياضة والشباب، لأنهم يشكلون النسبة الأعلى من المواطنين في أرض الخير والنماء وهم المستقبل المشرق الذي يتم بناؤه باهتمام؛ هذا من جهة، ومن جهة أخرى من أجل مواكبة الرؤية الخالدة للقائد الملهم ولي العهد الأمين (يحفظه الله) رؤية 2030 والتي تقود البلاد وأبناؤها إلى مواقع متقدمة ومواضع عليا تعانق عنان السماء.
المنتظر من هذه القفزة الرياضية التاريخية، بل المخطط والمرسوم لها أن تكون نتائجها كبيرة وتطورها سريعاً، فهي ليست وليدة لحظة الإشهار أو ساعة إعلان (الانطلاقة) وإنما نتاج دراسات وبرامج وأفكار علمية وتجارب عديدة ترتكز على خطوات متدرجة أخذ بها من وقت مبكر في العهد الجديد، ومع انطلاقة (استراتيجيات الرياضة) الحديثة التي بدأ تطبيقها مع اكتمال (الإجراءات التنفيذية) للمراحل التي تحقق المستهدف من هذا التخصيص وفقاً لما هو مرسوم في (الرؤية السعودية) الخالدة والخاصة بالرياضة والشباب.
ولأن البداية اختير لها أن يكون منطلقها قوياً وراسخاً، لذلك جاء - كما أرى - أول تطبيق لها مع رباعي الأندية الكبيرة (الاتحاد والهلال والأهلي والنصر) وهي الأندية التي تملك كل مقومات وأدوات وعناصر ومتطلبات التنفيذ والازدهار والتفوق ومن ثم الاستمرارية بنجاح وبتجربة مختلفة ستقدم نموذجاً يحتذى في المنطقة إن لم يكن في العالم في المستقبل القريب.
كلام مشفر
* المرحلة الجديدة للأندية الرياضية سيتواكب معها بفكر متغير وأفق بعيد وأسماء (حضارية) وحاضرة أيضاً، ليست خاضعة للرغبة الفردية والشخصية ولا النظرة المرحلية القاصرة ولا الرغبة الصدامية المتخلفة، المرحلة القادمة لا تستحق ولا تقبل الأسماء الضعيفة والهاوية و(الأيادي المرتعشة) التي أخذت حظها من الوقت والتواجد في أندية كبيرة ولسنوات، وأسهمت بل كانت سبباً في تخلفها سنوات طويلة وبالتالي تأخر رياضتنا كثيراً، مرحلة الانطلاقة التي دخلناها ينتظر أن تلفظ كل (متعنطز) قصير نظر، وكل ضعيف حيلة وعرف عنه (قلة الدبرة).
* يقول سمو وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل إن (مشروع تخصيص الأندية الرياضية يهدف إلى خلق فرص نوعية وبيئية جاذبة للاستثمار ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة والاستدامة المالية في الأندية) ولذلك فإن المشروع انعكاساته لن تكون على الألعاب والمنافسات فقط، وإنما من الضرورة أن تشمل كل مكونات الأندية الرياضية من ملاعب ولاعبين وأدوات وملابس وحتى التشجيع الرياضي والمشجع البسيط في المدرجات.
* المسار الثاني في مشروع تخصيص الأندية الرياضية ينتظر (توقع شخصي) أن يستهدف أندية (تاريخية) كبيرة حضورها مهم جداً وتأثيرها كبير على ماضي الرياضة السعودية ومستقبلها، وقد يكون في مقدمتها أندية مثل الشباب والوحدة وأحد والاتفاق وغيرها.
* الأندية الأربعة التي استثمرتها شركات كبرى تعد عالمية، وهي أندية القادسية (أرامكو) والدرعية والعلا والصقور( نيوم) ستكون تحت الأنظار، في انتظار خطواتها التي تقفز بها لتكون في مصاف الأندية الكبيرة في المدن الكبرى، انطلاقاً من الإيمان الكبير بما ستحظى به من أول يوم.
* صفقة نوعية كبيرة تأكدت لنادي الاتحاد، وهي صفقة المهاجم الفرنسي (العربي المسلم) كريم بن زيما، الذي سيحل رحاله في النادي الكبير ليقود (بطل الدوري العالمي) في بطولة العالم للأندية لكرة القدم، مع رفاق آخرين منتظر الإعلان عن قدومهم في مرحلة تاريخية جديدة للكرة السعودية وناديها الأول، يستحقها (العميد) بكل جدارة، وسيكون الاتحاد بإذن الله محط أنظار العالم وخير سفير للكرة والرياضة السعودية.