الكثير منا لا يعرف كثيرًا عن مكونات المخدرات وآثارها فهي في الغالب عبارة عن مادة نباتية يتم تصنيعها من عناصر مسكنة أو منومة لها تأثير كبير في تغييب وعي الإنسان.
ولكن ما يجهله الكثيرون هو خطورة هذه المادة إذا تم تعاطيها، وذلك على جميع أجهزة الجسم مثل:
الجهاز التنفسي، الجهاز العصبي، والجهاز المركزي الدوري أيضًا، وأضرارها التي لا حصر لها من الأمراض التي تصيب من يستمر في تعاطيها.
فهي بمثابة سمٍّ يجري في عروق وأجهزة الإنسان عليه التخلص منه والانتباه لعدم الوقوع ضحية وفريسة لهذا الهلاك المدمر.
حيث يبدأ الأمر مع الكثير منا بمجرد التجربة ومحاولة اكتشاف الأمر فقط. ولكن، مع مرور الوقت، يجد نفسه ينجذب شيئاً فشيئًا لها.
حتى يتطور الأمر ويصل إلى الإدمان والتعاطي المفرط، ويتفاجأ أن الأمر خرج عن سيطرته وعن كونه ليس مجرد تجربة للاكتشاف.
وتعمل المخدرات على فقدان الشهية لدى الشخص المتعاطي لها، وتسبب شحوبًا في الوجه واصفراره وإحمرارًا في العينين والصداع، وتصيب المخدرات الجهاز الصدري بشكل مباشر وتسبب أمراض الرئة والربو، والذبحة الصدرية،كما إنها تسبب ضررًا للجسم بشكل عام والروح والعقل وقلة الحيوية والنشاط والشعور بالكسل بشكل مستمر، وتعمل على تراكم المواد الكربونية وترسبها في الشعب الهوائية مما ينتج عنه تهييج في الأغشية المخاطية، والتهاب رئوي حاد ومزمن، وكرشة النفس، وعدم القدرة على التنفس بشكل منتظم،كما أن من أضرارها أيضاً حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي منها الإصابة بعملية الإمساك، وسوء الهضم، وعدم استطاعة المعدة هضم الطعام مما يعمل على التهابها، وكثرة الغازات بها، وكذلك الإصابة بالتهاب غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في تزويد الجسم بالأنسولين مما يعمل على إعاقة تنظيم مستويات السكر في الجسم،كما تسبب المخدرات تحلل خلايا الكبد، وتليفها وزيادة معدل نسبة السكر بها مما يتسبب في التهابها وتوقفها عن العمل، واضطرابات في الجهاز العصبي وتؤثر بشكل كبير على خلايا المخ، وتعمل على تحطمها بعد ذلك، وينتج عن ذلك الإصابة بالهلاوس الفكرية، والبصرية، والسمعية.
ويؤثر تعاطي المخدرات على القلب وتصيب القلب بأمراض الشرايين، والذبحة الصدرية، الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، كما يسبب تعاطي المخدرات ارتفاعًا كبيرًا في ضغط الدم، وتحطيم كريات الدم الحمراء.
هناك عدة أسباب قد تجعل الشخص يتجه للمخدرات، ومنها:
-غياب دور الأسرة، وعدم توفر جو الحوار والألفة والعطف، وبالتالي عدم توفر التربية على الأخلاق والقيم الدينية.
-أصدقاء السوء؛ فالصديق السيئ يجذب من حوله للفساد، وتناول المهدئات لفترة طويلة دون إرشاد من الطبيب، وإتاحة المال للشباب؛ ممّا قد يدفعهم للتجربة، وضعف الشخصية، وعدم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وكثرة مشاهدة الأفلام التي تصوِّر المخدرات شيئًا ممتعًا؛ مما يجعل الشاب لديه الفضول للتجربة، وضعف الإيمان، وعدم التمسك بالدين وتعاليمه.
وهناك عدة أضرار للمخدرات على الجهاز التنفسي، ومنها:
الإصابة بسرطان الرئة؛ نتيجة لضعف الجهاز المناعي للجسم، وبالتالي عدم قدرته على مواجهة الفيروسات والمواد السامة التي تدخل الجسم، وتُعتبر الفئة العمرية من 25:15 هي أكثر فئة معرضة للإصابة بالسرطان؛ لأن المواد المخدرة تضعف مناعتهم.
والتهاب الغشاء المُخاطي والشعب الهوائية؛ وذلك بسبب المواد الكربونية التي تحتوي عليها المخدرات، وبالتالي تترسب هذه المواد في الشعب الهوائية ممّا يؤدي لتهيجها، وحدوث التهابات مزمنة في الرئة، والتسبب في حدوث انسداد في مجرى التنفس، وحدوث انتفاخ للرئة، وبالتالي الإصابة بسرطان الرئة، وهذا بحسب بعض الدراسات، والموت المفاجئ، وذلك نتيجة لفشل الجهاز التنفسي في تأدية وظيفته، وهذا يحدث بشكل كبير مع تعاطي الأفيون والخمور والكوكايين، كذلك الحال عند استنشاق المواد الطيارة فهي تتسبب في إعاقة التنفس عن طريق ملء فراغ الرئتين بالمواد السامة؛ مما يتسبب في الوفاة،كما يوجد كثير من المواد المخدرة التي تعمل على إعاقة عمل الجهاز التنفسي وجعله خاملاً لا يستطيع القيام بوظائفه الأساسية في الجسم، مما يظهر أضرار المخدرات في أنها تؤدي إلى الإصابة الخطيرة بأمراض الجهاز التنفسي التي تؤدي إلى الوفاة بشكل سريع، ومن هذه المواد المخدرة الأمفيتامينات.
للوقاية من المخدرات طرق متعددة، وذلك وفق الآتي:
1. لاشيء يعين المرء على تحقيق مآربه إلا الإيمان فمن تسلح بها نجح ومن سار على الجادة وصل وأن يكون كل قصده هو التقرب إلى الله بترك محرماته، وزرع الوازع الديني لدى الأطفال في الصغر.
2. على المتعاطي أن يتذكر كلما عزم على أخذ المخدر أن مخدره هذا سيزيد مشكلاته تعقيداً.
3. كتابة أخطار تعاطي هذه المحرمات بخط واضح ووضعها في مكان بارز، وقراءتها بين آونة وأخرى حتى تتجدد العزيمة.
4. ملاحظة الحالة الصحية وتطورها، وعدم التذمر عند الشعور بآلام الرأس والعضلات، فعليه بالارتياح كون هذه الآلام إشارة إلى تخلص أعضاء الجسم مما تراكم فيها من السموم.
5. مزاولة الرياضة بالشكل السليم.
6. الانقطاع عن الأماكن التي اعتاد أن يتناول فيها تلك المواد، وكذلك الأصحاب الذين يتعاطونها.
7. إشغال وقت الفراغ بما ينفع في الدنيا والآخرة.
8. عقد صداقة دائمة مع الأبناء.
9. زرع الثقة المتبادلة بين الأهل والأبناء وتوطيد العلاقة القوية بينهم.
وفي الختام يمكننا تقديم التوصيات التالية:
- كن حذراً وساعد نفسك والآخرين، ويؤكد تقرير لجنة الأمم المتحدة بأن تعاطي المخدرات وإدمانها لا يعتمد فقط على عوامل اجتماعية أو اقتصادية وإنما يعود إلى أن المدمن له شخصية غير سوية تسعى لتلبية حاجاتها دون تمهل أو تبصر أو اكتراث بما يترتب على هذا السلوك، وكن متمسكًا بالدين الحنيف وتذكر قوله تعالى: {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}، وكن حريصاً في اختيار أصدقائك ومعارفك ولا تقدم على التجربة؛ فمجرد البداية قد تعني الإدمان، وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم»المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، وأطلب مشورة الأسرة والأهل والحكماء عملًا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.