علي الخزيم
- ما زال البعض من المتخصصين يُعيدون أسباب الميل لعادة تدخين لفافات التبغ (السجائر) إلى إحساس داخلي ونفسي لدى المُدخِّن؛ لشعوره الزائف بنوع من المتعة التي قد تلهيه عن هَمّ ألمَّ بِه أو فكرة تلاحقه ولا يستطيع مقاومتها والفكاك منها، وميل بعض المراهقين إلى أن التدخين يضفي عليهم من سمات الرجولة واكتمال الشخصية.
- ولن يصحو هذا أو ذاك من غفلته حتى تكون آثار ومضار التدخين قد تغلغلت بين رئتيه وشرايينه، وطوَّقت قلبه المُتْعَب بمزيد من الشقاء وتتابع الأمراض المرتبطة بعادة التدخين السيئة، كما أن آثاره المدمرة تبدو على جسم ووجه وأسنان المدخن مهما حاول إخفاءها بوسائل التَّزيّن.
- ولأن المجتمع السعودي كغيره مُعرَّض لمثل هذه الممارسات الخاطئة من بعض شرائح المجتمع فقد حرصت حكومة المملكة على محاربة هذه الآفة الضارة بكامل صحة الإنسان وماله وعلاقاته بمحيطه الاجتماعي، وبذلت جهوداً كبيرة ومؤثرة ومثمرة بهذا الاتجاه تضيق المساحة عن الإحاطة بها.
- الخطوة الجديدة المباركة بعون الله سبحانه هي إنشاء صندوق الاستثمارات العامة السعودي شركة (بدائل) المعنية بتصنيع ما عساه أن يكون أقل ضرراً من التدخين بصورته الحالية، وذلك بإنتاج بدائل تَحُدّ من انتشار التدخين بالإضافة إلى توفير مليارات الريالات جراء انخفاض النفقات العلاجية والطبية بمجال الرعاية الصحية للمدخنين.
- أهداف هذا الإجراء لا تتوقف عند النقطتين السابقتين: فضمن الأهداف المُخطط لها أن نشاط الشركة سيحدّ من الأثر السلبي للتدخين على المجتمع حيث ستُسهم منتجاتها بمساعدة زهاء مليون مدخن على الإقلاع عن التدخين، وبالتدرج السنوي ستكون المحصلة مبهرة بإذن الله.
- الاتجاه لتصنيع منتجات الشركة محلياً سيسهم بتحقيق جملة من المستهدفات بينها ما يرتبط بالتوطين والفرص الوظيفية ودعم تصنيع المنتجات محلياً، وما يصحبه من توفير المواد الخام ونقل المعرفة وتطوير مفاهيم المُلكِية الفكرية.
- ويتساءل البعض: هل هذه البدائل التي سيتم توفيرها خالية من الأضرار تماماً؟ والجواب بحسب المختصين قد لا يكون حاسماً، غير أنهم يؤكدون بأن البدائل ذات فوائد ناجعة تقود بالتالي إلى الإقلاع عن التدخين بصورة نهائية، ففكرة التدخين منذ البداية هي خاطئة؛ والدولة أعزها الله تريد للمواطن الأفضل والأصوب لصحته وعافيته.
- حين تتوفر القناعة لدينا جميعاً بأن هدف المشروع الخَيِّر بإنشاء شركة البدائل هو المصلحة العامة بما يتضمنه من أفكار إيجابية على صحة المجتمع واقتصاده وجودة الحياة بصفة عامة، ومحاربة آفة وسموم جلبت للكثيرين المآسي والأمراض الفتاكة؛ فلماذا لا نكون جميعاً عوناً وسنداً لمثل هذا الاتجاه المبارك الناجح إن شاء الله.
- المنطق السليم والحكمة الصائبة عند ذوي النُّهى وأصحاب الفكر العميق: هو أنه من الأجدر الإقلاع عن عادة التدخين السيئة دون اللجوء لبدائل ووسائل مُساعِدة للإقلاع عنه؛ وإن لم يستطع فالحكمة تقود للبدائل الجديدة، والمواطن الصالح هو من يعرف مصلحة نفسه وأسرته ومجتمعه، ويكون مسانداً لكل فكرة ومشروع لخير الوطن والمواطن.