إيمان حمود الشمري
لفتة عميقة من المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، بدعوة إعلاميين وإعلاميات من عدة جهات للمشاركة لأول مرة بتمرين تعبوي لفرضية مكافحة التلوث البحري بالزيت، تحت عنوان: «استجابة 11»، حيث كان الهدف الرئيسي من التمرين رفع مستوى الاستعداد لكافة الجهات، والتأكد من تمكن الكوادر الوطنية في التعامل باحترافية مع الحالات الطارئة، وكانت مشاركتنا كإعلاميين أيضاً جزءاً من رفع جاهزية الإعلامي بتغطية أحداث الطوارئ البيئية ومعرفة ماذا يحدث بالتفصيل..
أكثر من جهة إعلامية تتنوَّع بين الصحف والإذاعات والقنوات الإخبارية رصدت الحدث عن قرب وشهدت تفاصيله، خطوة تحسب للمركز الوطني للرقابة في تجهيز الإعلام السعودي وتدريبه على التخصص في الإعلام البيئي، ليكون الإعلامي على دراية كاملة، ويعرف كيف يجهز مادته ويطرح أسئلته في المؤتمرات، حيث رافقت الفرضية التي حضرناها مؤتمراً أجاب على كل تساؤلاتنا وشرح لنا تفاصيل ما يحدث على أرض الواقع.
أكثر من أربع ساعات قضيناها كإعلاميين على متن سفينة الطوارئ بصحبة فريق من موظفي هيئة الرقابة، يحفنا بالعناية والود واستقبال استفساراتنا وأسئلتنا برحابة صدر، جبنا في السفينة ذات الثلاثة الأدوار، والتقينا بقبطان السفينة السعودي الذي كان أيضاً يجيب على تساؤلاتنا، يرافقه مساعدوه من الجنسية الإيطالية، تعرفنا على مركز القيادة بالسفينة وطريقة عمل الرادار ، رصدنا الحدث من قلب الحدث بكل تفاصيله، جلنا بين كبائن النوم وشاهدنا الدرج الذي يستقيم بحدة، حيث تعلمنا حتى كيفية الصعود والنزول بطريقة مائلة كتطبيق لاحترازات السلامة،
كنا ركاباً يخوضون التجربة وإعلاميين يغطون الحدث في آن واحد، برنامج متكامل من التغطية شمل أيضاً زيارة لفرع المركز الوطني للرقابة في جازان، تعرفنا من خلاله على مركز العمليات، وتحدثنا مع المسؤولين الذين شرحوا لنا كيفية عملهم، ابتداءً من غرفة الاجتماعات التي تجتمع فيها أكثر من جهة ومروراً بغرفة العمليات، جولة عرفنا من خلالها كيفية اتخاذ القرار النهائي في إجراءات عملية الاستجابة للطوارئ.
في ختام زيارتنا مررنا بأحد أكبر المستودعات في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط يضم كادراً سعودياً بالكامل مدرباً على أفضل وجه ولديه خبرة في التعامل مع المعدات بمختلف أنواعها، يحتوي المستودع على معدات مختلفة ومتنوعة لمكافحة الزيت في البحر، بعضها من اختراع كوادر وطنية، إذ التقينا بمخترع سعودي لأكثر من 5 أجهزة سجلت باسمه كصناعة محلية بدلاً من استيرادها من الخارج، وساهمت في التسهيل بعملية استخراج الزيت من البحر.
جولة في جازان قدمت لنا وجبة دسمة من المعلومات وفتحت شهيتنا لتلقي المزيد من تلك الزيارات المثرية.
فكل الشكر للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، وللفريق الرائع الذي رافقنا في تلك الرحلة.