دهام بن عواد الدهام
بلادي دائماً في القمة، هي في قلب الأحداث إذا لم تصنعها، احتضنت جدة في رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وبقيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - حفظمها الله- منذ أيام القمة العربية الـ32 هي ليست كل القمم وليست في ظرف مثل كل الظروف تلاطم أمواج حول الوطن العربي ومقدرات الشعوب العربية تعيق التقدم العربي في مجالات التنمية والنهوض. كانت القمة جهداً سعودياً عقلانياً ينهض إلى مستوى التحديات يراد به حلحلة القضايا الشائكة في سبيل التضامن العربي لمواجهة كل التيارات والأمواج المضادة، بل المعادية، هذا الحلم السعودي الذي يقوده سمو ولي العهد في نهضة عربية شاملة جسدتها قرارات هذه القمة ليست لمصلحة ذاتية سعودية بقدر ما هي طموحات سعودية تجاوزت عقبات الزمان والمكان لخير الوطن العربي أرادها سمو ولي العهد بمن حضر ومن غاب المهم الهدف الأسمى لهذا الوطن العربي ليبقى رقماً صعباً ثابتاً في المحيط الإقليمي والفضاء الدولي استذكاراً لطموحات سمو ولي العهد بأن يرى الشرق الأوسط أوروبا الجديدة، مثل هذه القمة وما سبقها من تحركات السعودية ليست إلا كلمة في السطر توضح هذه المواقف والطموحات على أرض الواقع رسالة عربية أتمنى أن يعيها الآخر، قيادة حرة اختارت الرسالة الأسمى لهذا النهج وضمن دائرة هذه القمة استقبلت الرئيس الأوكراني طرف النزاع مع (الصديق) الروسي لنقول للعالم إننا صنَّاع سلام ولسنا مؤججي ومناصري حروب، دعت سوريا إنفاذاً للقرارات العربية واستقبلت الرئيس السوري وهي تعرف وتعي الشعور العربي تجاه ما تعرض له الشعب السوري من موت وتشرد ومواقف قوى دولية فاعله لها الموقف المعلن من الأوضاع في سوريا، أملاً في إعادة سوريا العربية إلى الأمن والاستقرار رغم استمرار الأوضاع والمواقف الدولية من الوضع القائم هناك، وضعت القمة مسماراً في نعش وكلاء (الخريف) العربي قاطعة الطريق لكل الحالمين بتمرير تلك المخططات في عالمنا العربي. بيان جدة وبلا مجال للشك أولى الأوضاع العربية في الدول المتأزمة اهتماماً كاملاً مع الأولوية للقضية الفلسطينية على رأس هذا الاهتمام ردعاً لكل المتاجرين بها ويزايدون عليها سواء من أهلها أو المتسلقين على ظهرها، يكفي اعتلاء هذه القمة سعودياً في ظل سحائب من التوترات العربية والاختلافات السياسية، للكل أن يعقد القمة لكن أن تعقدها وتعتلي قمة النجاح فهذا دأب سعودي دائم.
قمة في الفضاء، لم تكن الأولى لأبناء هذا الوطن من سبر مجاهيل الفضاء، فمن عقود من الزمن امتطى الأمير سلطان بن سلمان صهوة المركبة الفضائية أول رائد فضاء عربي مسلم يحمل معه طموح وتطلعات الشباب العربي مع تجارب علمية بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.. اليوم يقود النقيب علي القرني والباحثة العلمية ريانة برناوي مهمة الإبداع السعودية العربية ضمن طاقم المحطة الفضائية الدولية في تجارب علمية عدة لخدمة البشرية في المجال الطبي ومكافحة الفيروسات في بيئة فضائية تختلف من حيث الجاذبية لتكون الأبحاث على درجة عالية من الدقة إلى جانبي أبحاث تتعلق بالبيئة ومشروع الاستمطار الصناعي الذي بالنهاية هو تعزيز لمشاريع مكافحة التصحر والبيئة الصحراوية التي تحتاج إلى مزيد من الأمطار ذلك الهدف الذي يحقق طموحات سمو العهد في شرق أوسط أخضر والسعودية الخضراء في ظل شح الموارد المائية الطبيعية وبالذات في الجزيرة العربية هؤلاء الرواد طليعة شباب هذا البلد والذين يرى فيهم سمو ولي العهد - حفظه الله- (هم الطاقة الحقيقية والقوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية وهي أهم ميزة لدى السعوديين هي الطاقة الشبابية التي فيها والميزة الجيدة أنهم شباب واع قوى لديه طموح رائع مثقف متعلم بشكل جيد مبدع لديه قيم عالية وهم أهم روافد هذه الرؤية - 2030 - وتحقيقها) كم هي لحظات فخر واعتزاز وأنا أشاهد انطلاق هؤلاء الرواد وتواصلهم مع الأرض وشرح خطواتهم العملية ضمن هذه المحطة الفضائية الدولية وكم كان الأجمل هو إعطاء الفرصة لطلبة المدارس من التواصل مع الرواد استنهاضاً لطموح المستقبل لهؤلاء الطلاب.
قبل الختام رسالة أخيرة..
إلى(سار) كانت الدعاية المنشورة بداية وقبل انطلاق رحلات قطار الشمال عن رحلة شمال المملكة العربية السعودية والجوف بالتحديد أن تستغرق الرحلة ما يقارب أربع ساعات ونصف، الواقع اليوم مرير ومختلف رحلة واحدة في الأسبوع ذهاباً ورحلة واحدة إياباً تستغرق حوالي تسع ساعات، بإمكان المسافر أن يقطعها بأقل من ذلك بمركبته مهما كان نوع هذه المركبة في ظل وجود الطرق الحديثة المعبدة الواسعة والخدمات المنتشرة. أملنا في (سار) إعادة التفكير في عدد الرحلات والزمن المستغرق في مثل هذه الرحلات، دولتنا -أعزها الله - سخَّرت مثل هذه المشاريع لخدمة المواطن وتنشيط الحركة بين المناطق لما فيه خير الوطن والمواطن.