أحمد المغلوث
كان يوم الأربعاء الماضي يوما مختلفا في الأحساء، وذلك لكونه نثر الفرح والبهجة في المحافظة الكبيرة عندما تشرفت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير الشرقية وتدشينه بعض المشاريع الحيوية والتنموية التي تقوم بتنفيذها أمانة الأحساء رافقه خلالها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال محافظ الأحساء وعدد من كبار المسئولين إضافة إلى رعايته لحزمة من المشاريع الحيوية التي بلغت تكلفتها 859 مليونا وأكثر.
وأكد سمو أمير الشرقية المحبوب الأمير سعود أن كافة القطاعات الخدمية والتطويرية في المملكة تحظى بدعم غيرمحدود من القيادة الحكيمة- رعاها الله- مشددا سموه على أهمية سعي القطاعات الى تعزيز الاستدامة في مشاريعها بدءا بما تسهم في تحقيق جودة الحياة والاهتمام بتحسين المشهد الحضري وأنسنة المدن والاستثمار الأمثل للمقومات الحضارية تمشيا مع رؤية الممكة 2030.
هذا وكل مواطن في الأحساء تابع هذه الفعالية الكبرى التي شملت مشاريع تنفذها الدولة- حفظها الله- من خلال الوزارات المعنية أو مساهمة نخبة من رجال الأعمال في الأحساء الذين يفخرون اليوم بما ساهموا به من مشاريع تنموية أو خدمية ذات مردود إيجابي على الأحساء وفي المساء رعى الأميران الحفل 44 لخريجي جامعة الملك فيصل والذي أقيم في ملعب الجامعة الرياضي. والحق كانت ليلة «فرح» وسعادة ليلة مختلفة فالآلاف من أهالي وأقارب الخريجين سارعوا مبكرا للوصول للملعب ليجدوا مكانا مناسبا لمشاهدة الحفل والاستمتاع بمشاهدة أولادهم فالليلة غير. الليلة طعمها مختلف فالأبناء يحتفلون وتحت رعاية كريمة من أميري الشرقية والأحساء أميران محبوبان كانا يوزعان ابتساماتهما وتحياتهما عن بعد للمئات من الخريجين الذين قص بهما بساط الملعب وبياض «الكراسي» التي جلسوا عليها وهم يتابعون سعداء برنامج «الحفل» ففي هذه الليلة المباركة جميعهم يقطفون ثمار تعب سنوات من الجهد والدراسة والتحصيل. وكل واحد منهم يردد بينه وبين نفسه- الحمد لله- لقد تحقق الحلم بفضل الله وبدعم قيادتنا الحكيمة التي سخرت لنا التعليم منذ الطفولة وبالمجان بل إنها لم تقصر فتمنحنا مكافأة وحتى هذه اللحظة التي نتخرج فيها لنساهم حسب تخصصاتنا في خدمة وطن بادلناه حبا بحب. وماذا بعد لقد كنت حاضرا بين الأهالي وأنا أتابع المشهد وأنا أسمع زغاريد الأمهات والشقيقات وحتى الجدات، فهناك من حضرت على كرسي متحرك لتشاهد حفيدها وهو يسير مرتديا «بشت» التخرج مشاهد تدفع بالعبرة لتخنقني فرحا وسعادة بل إنني شاركت في التصفيق مع عشرات الآلاف الذي حضروا من داخل الأحساء أو من خارجها.
أما المشهد الذي هزني كثيرا فهو يتمثل في واحد من الآباء وكان كبيرا في السن وبجانبه ابنه الذي كان طول وقت الاحتفال والذي بدأ منذ السابعة حتى التاسعة وهو يقوم- جزاه الله- كل الخير بتحريك قطعة من الكرتون والتي استخدمها «كمروحة» ليهف بها على والده وبين فترة وأخرى يعطيه زجاجة الماء، فالجو كان مشبعا بالحر والرطوبة، ومع هذا كان الجميع يعيشون فرحة كبرى. وهم يشاهدون لقطات مقربة عبر شاشات الملعب لأبنائهم حال ظهور مجموعة منهم فتتضاعف أصوات الزغاريد والتهاليل والتصفيق والتصفير. وبعد نهاية الحفل والسماح لخروج الخريجيين تراكض الجميع للاحتفاء بأبنائهم احتفاء اختلطت فيه القبلات ودموع الفرحة مع عقود الورد. وحتى احتضان الأمهات والآباء. وفي هذه اللحظات لا يوجد مصطلح للفرح والبهجة. إنها خليط من هذا كله. خليط لا يعرفه إلا أولياء الأمور وأبنائهم.. وقبل هذا وبعد هذا وطنهم بيتهم الكبير.