د.نايف الحمد
) انتهى كل شيء وأُسدل الستار عن موسم مثير مرّ فيه الزعيم الهلالي بما لم يمر به في تاريخه.. أفراح وأحزان، حقق معها إنجازات وخسر فيها بطولات، وودع نجوماً قدموا ما يستطيعون، فكان الوداع فخماً يليق بهذا النادي الكبير.
) لم تكن بداية الموسم مثالية، إذ صاحبها قرار بمنعه من التسجيل لفترتين، لكن الفريق مضى بكبريائه من أجل حفظ مكانته.. عراقيل ومعوقات تتابعت من جهات عدة أسهمت في إدخاله في نفق مظلم في أغلب فترات الموسم، لكن رجال الهلال ومسيريه استطاعوا أن يصلوا بالفريق إلى بر الأمان وقيادة السفينة الزرقاء لمرفأها على شاطئ البطولات كعادة هذا العملاق في كل موسم أياً كانت الظروف.
) بطولات أفلتت من قبضة الموج الأزرق وأخرى تحققت.. وكانت الأنظار دوماً تطارده وتجعله المرشح الأول وإن لم يكن في أفضل حالاته، لأن الجميع يعلم أن هذا البطل لا يمكن أن تراهن على خسارته، لكن أعراف كرة القدم وتقاليدها تسري على الجميع، ولا يوجد فريق لا يخسر.
) في هذا الموسم تسامى الزعيم على جراحاته ولم يستسلم لتلك الطعنات التي أثقلت جسده لأنه يعلم تماماً أنه يمثِّل أمّة سقوطه سيصيبها بالوهن، فقاتل من أجلها بجسد منهك، لكن روحه حاضرة تمدّه بأسباب الانتصار حتى أنهى المعركة كفارس نبيل ومقاتل شجاع، فوقف العشاق لتحيته بإعجاب وفخر انتظاراً لملاحم أخرى يتشوّق لخوضها وتحقيق المزيد من المجد وكتابة التاريخ من جديد.
) في كرة القدم يمكن أن تدفع الكثير من الأموال وتستقطب اللاعبين والمدربين، لكنك لن تصبح الهلال.. فهذا الفريق مدرسة لمن أراد أن يتعلّم كيفية صناعة النجاح.. فريق صنع لاسمه هيبة وشخصية وتاريخاً جعلت مجرد ذكر اسمه يكفي لهزيمة خصومه.
نقطة آخر السطر
) انتهى موسم الزعيم بحلوه ومرّه.. لكن قصة هذا البطل ستظل تروى في كل موسم، وسيبقى شاغلاً للدنيا ومحور اهتمام محبيه وحتى كارهيه، فإن انتصر أفرح عشاقاً لطالما كان مصدر سعادتهم وفخرهم، وإن خسر أسعد كارهيه واعتبروها أهم إنجازاتهم وظلوا يعددون تلك الخسائر لزمن! وهذه لعمري تكفي لِتعرف أيها الهلالي كم أنت محسود على انتمائك لهذا الصرح العظيم.