عبده الأسمري
ما بين العمل الوزاري والفعل الاستشاري بنى «صروح» التمكين من «أصل» اليقين مجللاً ببصيرة «الذات « ومكللاً بمسيرة «الأثبات».
ملأ «الوزارات» بالقيمة وأبهج «القرارات» بالمقام فكان «سيداً في «جيله» و»ووجيهاً» بين رعيله القائم بشؤون «العلا «والمقيم في متون «المعالي».
حول مثابة «التميز» إلى مثوبة «التواضع» أمام «أضواء» الظهور فكان «المضيء» في ثنايا «الذكر» ورفع انتظار «الصمت» إلى اعتبار «الجهر» في «أجواء» الإنتاج فظل «المستحق» في عطايا «الشكر».
إنه وزير الإعلام ووزير العمل ووزير الشؤون البلدية والقروية السابق والمستشار الأسبق بالديوان الملكي معالي الأستاذ إبراهيم بن عبد الله العنقري رحمه الله أحد أبرز رجال الدولة والوزراء والقياديين في الوطن بوجه نجدي باهي المحيا وزاهي الحضور تملؤه «تقاسيم» الألفة وتسكنه «ابتسامة» الرضا و»استدامة» الارتياح مع ملامح ودودة تتشابه مع والده وتتكامل مع أجداده وعينين تسطعان بنظرات «الذكاء» ولمحات «التروي» مع شخصية راقية التعامل باهية الوصال زاهية التواصل أصيلة الصفات نبيلة السمات مسكونة بالصمت المقترن بالسمت تتقاطر منها اتجاهات «القيم» وتتسطر وسطها «أبعاد «الهمم» ومحيا عامر بالهيبة غامر بالطيبة معاً يعتمر الأناقة الوطنية المرسومة بإتقان ولغة جهورية تختصر الحديث وتنتصر للحدث في منصات «القرار» ولهجة نجدية عامة في مجالس الأسرة والأصدقاء وعبارات تملؤها «الفصاحة» و»الحصافة» مخطوطة في التوجيهات ومحفوظة في التوجهات قضى العنقري من عمره أكثر من خمسة عقود وهو يهدي للتنمية بشائر «الوطنية» ويكتب للأجيال بصائر «المهنية» ويبقى في المآثر مصائر «التأثير» وزيراً وخبيراً ومستشاراً وقيادياً وريادياً أدى «الرسالة» بانتصار ووظف الأمانة باعتبار ونال «المكانة» باقتدار.
في ثرمداء درة «الوشم» المشعة في قلب «نجد» النابض بالسخاء الوطني ولد عام 1928 في نهار ربيعي ملأ أرجاء البلدة بالفرح والبهجة وانتثر في «مرابع» أسرته التميمية «العريقة» عبير المشاركة وأثير المباركة وتفتحت عيناه على الرؤية «البصرية» الممتلئة بوجاهة الأب وعاطفة الأم فنشأ بين قطبين من «التوجيه» و»الحنان» ظلت تحرس طفولته بدلال «متزن» واستدلال «متوازن» تحولا في حياته إلى «امتنان» للبدايات و»ارتهان» للدلالات التي كانت «النبوءة» الأولى التي شهد بها علية قومه ووجهاء عائلته عن مشروع مستقبلي للطفل الذي ظل يملأ مساءات «قريته» ببراهين «النبوغ» ودلائل «التفوق».
ركض طفلاً مع أقرانه مستشنقاً أنفاس «الحصاد» في مزارع قريته ومعتقاً بنفائس «السداد» من إرث عشيرته مراقباً «دعوات» العابرين على عتبات «السفر» ومرتقباً «ابتهالات» السائرين أمام أمنيات «الرزق» منتظراً اجتماع والديه ليمطر أوقاتهم بدواعي «التساؤل» ومساعي «التفاؤل» منتظراً قصص «المساء» للنوم على ناصية أحلام طفولية حفظها في قلبه الصغير المشفوع بالمنافع والمسجوع بالدوافع.
انتقل العنقري مع أسرته إلى الطائف وعمره لم يتجاوز سبع سنوات, ودرس فيها المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ونظير تفوقه وتميزه فقد تم اختياره للدراسة في مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة ثم انتقل بعدها إلى مصر وحصل على ليسانس الآداب من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1952-1953 م ثم عاد لوطنه متسلحاً بشهادات التخصص وموشحاً بشواهد الاختصاص حيث عمل في الفترة ما بين (1953-1962 ) في مهام ومناصب مساعد ثم مدير عام مكتب وزير المعارف ثم رئيس المراسم بوزارة الخارجية وكان من ضمن الوفد السعودي الـ (16) لدى الأمم المتحدة وعين مستشاراً في سفارة المملكة في واشنطن.
ثم انتقل إلى الداخلية وعمل في الفترة من عام 1962-1975وكيلاً لوزارة الداخلية ورئيساً للجنة الضباط ورئيساً للجنة الترشيح لمنح الجنسية.
وفي عام 1975 صدر الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للإعلام ثم تعين وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية من عام 1975-1983 فوزيراً للشؤون البلدية والقروية من عام 1983-1989 وتم صدور الأمر بتعيينه على منصب المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله في الفترة من 1983م وحتى العام 2005م وطلب الإحالة إلى التقاعد في 2006م.
وشغل العنقري عضوية اللجنة العليا لسياسة التعليم واللجنة العليا لرعاية الشباب والمجلس الأعلى لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والمجلس الأعلى للدفاع المدني ومجلس الأمن الوطني واختير في منصب الرئيس الأعلى للمعهد العربي لإنماء المدن.
تسلم «زمام» الأولويات فأجاد ترتيب «مواعيد» الأهداف على «أسوار» البدايات واجتاز «سبق» التحدي وتشرب «عبق» الإصرار على خط «النهايات» فكان «الوزير» المؤثر و»المستشار» المؤتمن وخازن أسرار الدولة وسادن قرارات الحكومة والرجل الصامت الذي نطقت «أعماله» جهراً في واقع «الفوائد» وترددت «أفعاله» علناً في وقع «العوائد».
أسهم العنقري في فتح إذاعة القرآن الكريم وتنويع الاستراتيجيات الوزارية والعمل على تطوير مهارات الموظفين وتذليل صعاب العاملين وتنمية المناطق في الجوانب البلدية والخدمية وتجديد آليات العمل والحرص على الابتكار والحرص على تلمس مطالب واحتياجات «المستفيدين» في خدمات الوزارات التي ترأسها كوزير وعمل فيها كمؤتمن وخرج منها وقد أشعل الضياء في كل اتجاهاتها وأبقى «المعروف» نصيباً مفروضاً في سجلات «السلوك» الوظيفي و»العرفان» صيباً نافعاً في مساجلات «المسلك» الوطني.
انتقل العنقري إلى رحمة فجر الاثنين 14 يناير 2008م في مدينة جنيف السويسرية ونقل جثمانه إلى أرض الوطن حيث صلي عليه في المسجد الحرام ودفن بمكة المكرمة إنفاذاً لوصيته ونعته مؤسسات الدولة ووجهاء المجتمع ورفقاء الدرب وموظفو المرحلة وأصدقاء العمر وامتلأت وسائط العزاء وصفحات النعي بمناقب الراحل وأعماله التي تشكلت على «خارطة» النماء بالفضل والنبل والتقدير والتطوير..
أسس ورثته مؤسسة خيرية باسمه وذريته بناءً على وصيته وقد عثر في محفظته بعد وفاته على ورقة كتب عليها» أملي أن يرضى الله عني» تم اعتمادعا شعاراً للمؤسسة التي تقوم بأعمال خيرية جبارة في كل مناطق المملكة.
امتلك العنقري «كفاءة» مذهلة في تسخير خبرته وسيرته لخدمة دينه وقادته ووطنه واستأثر بالثناء على عمله والاستثناء في مهامه نظير جهوده في قطاعات متعددة كان فيها «مسؤولاً» بارعاً في ميادين «التخطيط» و»نجماً « ساطعاُ في مضامين «التنفيذ « تمكن من حصد درجات «الأتقان « وتوظيف معاني «الجودة « وتحقيق أهداف «الإجادة» فكانت له «الريادة» في أحقية «الاستذكار» وأسبقية «الازدهار» الذي حققه بمعايير «الكفاح» ومقاييس «النجاح»..
إبراهيم العنقري.. وزير المهام الصعبة ومستشار المراحل المفصلية والقيادي الأمين والريادي المؤتمن صاحب الأيادي البيضاء والمهام العصماء والسيرة المعطرة بالاعتزاز والمسيرة المسطرة بالإنجاز.