إيمان الدبيّان
وما الحياة إلا أيام مضى بعضها وبقي غيرها وحتماً سنَحيَاها كلها، والأهم نُحْيِها بحبها واستشعار قيمتها خاصها وعامها في كل مجالاتها الصحية، والاقتصادية، وغيرها من المجالات المهمة التي خصصت لها منظمة «الأمم المتحدة» أياماً عالمية تُحيِي وتُذكِّر من خلالها العالم أجمع بأهمية الموضوع الذي حددت له يوماًً معيناً في العام ومن هذه الأيام «اليوم العالمي للبيئة» الذي خُصص له اليوم الخامس من شهر يونيو فصادف موعد زاوية حرفي في صحيفة «الجزيرة» مسكن نبضي هذا الحدث العالمي فما كان من قلمي إلا أن ينثر مفرداته بحبرٍ أخضر كلون عاصمة وطني في مشروعها «الرياض الخضراء» وبعبق الخزامى الذي يضاهي ورود وزهور «هولندا» المشاركة لدولة «كوت ديفوار» في الاحتفال بالذكرى الخمسين لليوم العالمي للبيئة الذي أصبح إحدى أكبر المنصات العالمية للتوعية البيئية، ويساهم فيه عشرات الملايين من الأشخاص جنباً إلى جنب مع الحكومات والشركات والمدن والمنظمات المجتمعية.
هذا العام يُسلط الضوء في هذه المناسبة على التحديات البيئية الملحة في عصرنا والتي من أهمها «إيجاد حلول للتلوث البلاستيكي»، فذلك التلوث آفة تهدد العالم أجمع.
(يتم إنتاج أكثر من 400 مليون طن من المواد البلاستيكية سنويًا في جميع أنحاء العالم، يُصمم نصفها للاستخدام الأحادي فقط. ويتم إعادة تدوير أقل من 10 في المائة من إجمالي هذه المواد البلاستيكية. وينتهي المطاف بما يقدَّر بنحو 19-23 مليون طن بهذه المواد في البحيرات والأنهار والبحار سنوياً.
تجد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة - جزيئات بلاستيكية صغيرة يصل قطرها إلى 5 مم - طريقها إلى الدخول في الغذاء والماء والهواء. تضر المواد البلاستيكية التي يتم التخلّص منها أو حرقها بصحة الإنسان والتنوع البيولوجي وتلوث كل نظام بيئي بدءاً من قمم الجبال وصولاً إلى قاع المحيط.
ومع توافر الأدلة العلمية والحلول المتاحة لمعالجة المشكلة، يجب على الحكومات والشركات وأصحاب المصلحة الآخرين توسيع نطاق الإجراءات وتسريعها لحل هذه الأزمة. وهذا يؤكد أهمية اليوم العالمي للبيئة لهذا العام في حشد العمل التحويلي من كل ركن من أركان العالم).
برنامج الأمم المتحدة
كثير من دول العالم تعمل وتسعى على إيجاد الحلول وتحقيق الاستدامة في الأمن البيئي وتقليل الانبعاثات والاستفادة من النفايات، والمملكة العربية السعودية من أكثر الدول اهتماماً وحرصاً وتخطيطاً وعملاً في إقامة وتفعيل البرامج والمشاريع والمصانع التي تعيد تدوير المواد للحد من التلوث البيئي وتحقق مخرجات رؤية 2030 في الابتعاد عن المرادم بنسبة 94 % على مستوى المملكة بحلول عام 2035 مما يخفض الانبعاثات الضارة بما يعادل 38 مليون طن سنوياً.
إيجاد الحلول للتلوث البلاستيكي كثيرة قد تكون صعبة وربما يسيرة يبدأ الحل الأول فيها وتنتهي كل الحلول إليه باستشعارنا خطورة المواد البلاستيكية على الحياة البشرية وتكون أولى خطوات الحل بوعي منك ومني، ومن أُسرنا، في بيوتنا ومدارسنا وأماكن عملنا، وكل مجتمعنا، بإيجاد وترسيخ ثقافة التعامل مع النفايات بالقضاء على الهدر وإعادة التدوير لكل ما يمكن تدويره، فالحلول معادلات أطرافها معلومة، ونتائج قيمها مدلولة، وزوايا هندستها مرسومة، ومراكز دوائرها ثابتة موفورة، كل عام وبيئتنا دائماً آمنة عامرة تحت مظلة رؤيتنا الزاهرة.