الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
شهد منزل الكاتب والإعلامي وعضو مجلس الشورى السابق، محمد رضا نصرالله، بمحافظة القطيف، يوماً شعريًّا مميزاً، حيث حضر عدد من أدباء وشعراء المنطقة للاستمتاع بالأداء الشعري.
وتميز الحدث بحضور الشاعر الكبير أدونيس، بالإضافة إلى الشاعر شوقي بزيع، والشاعر قاسم حداد، والشاعرة بروين حبيب، والأديب نجم عبدالكريم، ومجموعة من الشعراء والأدباء من القطيف والأحساء.
واستمتع الحضور بمجموعة من القصائد الشعرية التي صدح بها الشعراء: حوراء الهميلي، رباب السماعيل، فاطمة الدبيس، رائد الجشي، محمد الماجد وعلي سباع، وتلا ذلك مداخلة للأكاديمية والناقدة الدكتورة سماهر الضامن.
وعبّر الحضور عن إعجابهم بجودة الأداء الشعري الذي قدمه الشعراء والشاعرات الحاضرون، وأشادوا بالمستوى الفني الرفيع الذي تميز به الحدث.
وعبر الشاعر أدونيس عن إعجابه بالتجارب الشعرية النسائية، مشيراً إلى أن الصوت الشعري القادم في العالم العربي سيكون من جهة الأنثى، حيث تمثل الصوت الداخلي الحميم الذي يميز كل فرد عن الآخر، وصانعاً فرادته.
وأضاف أن هذا العالم الخاص بفراسته وأفقه العنيف الداخلي ومشكلاته العاطفية، ما زال مكبوتاً في الثقافة العربية، وأن الثقافة العربية ما زالت ذكورية.
وأكد أدونيس أن التفرد والكشف الجديد الذي ننتظره سيأتي من المرأة، وأن المعنى العميق المخبوء بدأ يظهر في شعر المرأة العربية الشابة، وليس في شعر الرجل.
وأشار إلى أنه إذا قورن شعر الجيل الحالي بجيل ما سُمّي الحداثة، فإنه يُفضّل شعر المرأة العربية، التي سبقتنا بكثير في الكشف عن المعاني العميقة والمخبوءة في الشعر.
وختم أدونيس حديثه بالدعوة لتكرار الثقة بصوت الأنوثة المقبل والاستمرار في تشجيع المرأة العربية على التعبير عن ذواتها وشعورها وأفكارها من خلال الشعر والأدب، وذلك لتعزيز التفرد والتنوع الثقافي في المجتمع.
وقدم أدونيس نصيحة للشباب بالابتعاد عن المتابعة العمياء للآخرين والاستقلالية، وفي المقابل، شدد على أهمية القراءة وضرورة إعادة النظر في طريقة قراءتنا. وأضاف أن الأزمة الحقيقية في الثقافة العربية ليست في الكتابة، وإنما في القراءة، حيث إننا لا نقرأ بشكلٍ جيد، وذلك لأننا نقرأ بتركيز على أنفسنا ولا ننتبه بشكلٍ كافٍ للنص في ذاته، بل نركز على صاحب النص وانتماءاته، وأحيانًا نُفضِّل الانتماءات المذهبية المتماشية مع آرائنا.
وأكد أدونيس أنه يجب علينا إعادة النظر في قراءاتنا والتركيز على النصّ في ذاته ولذاته، بعيدًا عن الانتماءات والتحيزات الشخصية، وهذا يتطلب جهدًا جديدًا وإدراكًا عميقًا للقراءة الجيدة.
من جانبه، رحب الكاتب والإعلامي محمد رضا نصر الله بالضيوف الذين شرفوا منزله، وأعرب عن سعادته الكبيرة بزيارة الشاعر العالمي أدونيس وحضور نخبة من مثقفي وأدباء وشعراء وأديبات وشاعرات القطيف والأحساء، وقد أمتعة ضيوفه بنماذج من نصوصهم الشعرية.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية التي ينظمها الإعلامي محمد رضا نصرالله في منزله بالقطيف، بهدف إثراء الحركة الثقافية والأدبية في المنطقة، وتقريب الشعر والأدب إلى الجمهور.
وعبر الحضور عن سعادتهم بتنظيم هذه الفعالية الثقافية، وتقديم مثل هذه الأمسيات الشعرية التي تعزز التواصل والتفاعل بين الأدباء والشعراء والجمهور.