علي الزهراني (السعلي)
الهاتف على يساره في وضع مشغول, السيجارة على مكب بقايا الدخان الذي يتطاير على شكل دوائر، وهو يقرأ كشف أسماء الناجحات في المرحلة الثانوية:
- لقد مللت وأنا أزفّ بشرى الناجحات!
بالكاد وضع السماعة، وإذا رنّ.. تركه جانباً، وقف عند السخانة يفكّر وهو يخلط قهوة أمريكية مع بعض السُكّر قائلاً مبتسماً:
- لا دوري ولا كاس خلطناه خلطناه
رشف رشفات، شعر أنها استقرَت في مخَه، أصلح كرسيه، ثبّته بيده وجلس أخيراً، والهاتف لا يزال يهزّ أركان غرفة المكتب، رفعه متذمراً:
- ألو .. عليكم السلام معك مكتب صحيفة ....
صمت فجأة، وذاك الصوت الملائكي يطرب سمعه، وقف فجأة، سقطت السماعة من يده، التقط السماعة وحين أراد أن يجلس سقط من على الكرسي سائلاً إياها عن اسمها قالت بصوت ناعم:
- مستورة بنت ....
مكملاً تصفّح أسماء الناجحات، مباركاً لها قائلاً:
- مبروك ألف مليار مبروك كثيراً غزيراً وفيراً مطيراً!
بأدب وضحكة، فابتسم حتى لدرجة أنه ضرب رأسه بالطاولة تأوّه بينه وبين نفسه، أغلق السماعة، أقفل المكتب، وخطف القلم وبدأ يكتب:
سمعت صوتها، فهزّني الشوق
رقصت على ذبذبات نغماتها
ضحكاتها، فانهال دمعي غرقا
ذهبت وأنا في حسنها منطرحا
أفكر وهي ترد بذوق ...
في اليوم التالي كالعادة أخذ الصحف التي تسد طريقه ووضعها جانباً جلس برفق هذه المرّة، وهو سابح في ملكوت تلك الميم .... رنّ الهاتف التقطه وإذا بصوت رئيسه معاتباً، يطلبه في مواد صفحة آفاق لم تصل إليه ...
عاد الاتصال وقلبه يخفق، قال: ألو معكم .... فإذا هي ميمه بصوتها وحسنها، تريد شكره على زفّ البشرى لها، هنا تجرّأ وأخبرها ملقياً عليها نصه فيها، ابتسمت وضحكت... وتبادلا الكلام في العشق الممنوع وذكرت بعض من خواطرها ونصوصها، استمر النهار مع الليل وآخره معاً نشأت علاقة بينهما قوية حب وغرام وهيام ولكن ...
في المقال القادم نكمل بإذن الله
سطر وفاصلة
من هي حبيبتي؟
ليست ذات الشَّعْر المنساب على كتفها كالحرير
ولا جمال كحل عينيها، ولا رمشها حين يسلّم وهي آيبة، ولا جسمها الولبي!
في الحقيقة نساء الأرض لا يعنوني عندما أكتب غزلاً في أنثى على سطح القمر لا غدر البشر!