الثقافية - أحمد الجروان:
تحدث لـ«الجزيرة الثقافية» عدد من المثقفين والأدباء الذين أشادوا بتاريخ ونشأة الأندية الأدبية في المملكة التي أتمت أكثر من عقد من الزمان على تأسيسها، التي تمثل ستة عشر رافدًا ثقافيًا مثلت خارطة للأدب في المملكة فلم يقتصر دورها على مناطقها المختلفة وإنما أسهمت في أداء الرسالة الثقافية لتحافظ على الثقافة العربية الأصيلة، إلى جانب قدرتها على استثمار معطيات العصر ومواكبة تطوراته، وترجمة ما أتاحته الدولة من إمكانات إلى نتاج ثقافي أصيل، الإضافة إلى بث ثقافة إدارة الأزمات والوعي بدور الفكر والثقافة في صناعة الإنسان.
وقد بلغ عدد المؤتمرات والملتقيات والمهرجانات التي أقامتها الأندية خمساً وخمسين ملتقى ومؤتمرا ومهرجانا ثقافيا وأدبيا. تضمنت ألفاً وخمس مئة وأربعة وعشرين ورقة وبحثا ودراسة علمية. صاحبها سبعة وأربعون معرضا فنيا مصاحبا. تضمنت فعالياتها سبع ورش فنية، قدمت جانبا مختلفا ومتنوعا من الفنون. صاحبتها عشرون أمسية مصاحبة لجلسات الملتقيات والمؤتمرات والمهرجانات. تضمنت عشرات التكريمات لشخصيات وطنية في الأدب والثقافة.
وبلغ عدد المشاركين في هذه الفعاليات 1556 مشاركا ومشاركة بين باحث وناقد وأديب وأستاذ جامعي يمثلون ثلاثين جنسية عربية وعالمية كما يمثلون أجيالا متعددة، وتخصصات متنوعة.
وقد تحدث بهذه المناسبة لـ»الجزيرة الثقافية» عدد من الأدباء والمثقفين وكانت البداية مع الأستاذ الدكتور: عبدالله ثقفان، أستاذ الأدب والنقد الذي قال: لقد قامت الأندية بواجبها وأصبحت منارة للعلم والثقافة، فأضحت مأوى لكثير من شداة الأدب. وقال: من المعروف أن الثقافة تاريخ ممتد ينطلق على أيدي أناسٍ يهدفون خلاله إلى خدمة البلاد والعباد ثقافياً، وليعبر بصورة صادقة عن حراك اجتماعي يتنامى مع الأيام ويتحول إلى جامعة مفتوحة يفد إليها الخاص والعام لا بهدف الحصول على سند ولكن الحصول على إشارة للدخول إلى عالم الثقافة وهو عالم ماتعٍ يتسم بنوع من الحرية والاعتداد بالذات والانطلاق إلى ما أرحب وأوسع ولأهمية الثقافة فقد أُسست وزارة خاصة تهتم بالثقافة وتفعيلها ورعايتها في هذه البلاد المترامية الأطراف وهو نفس الأسّ الذي قامت عليه الأندية الأدبية عندما انطلقت قبل أكثر من خمس وأربعين سنة، إذ صدرت الأوامر بفتح هذه النوادي منطلقة في المدن الكبرى ثم تلتها البقية الباقية حتى وصلت إلى ستة عشر نادياً، هذه الأندية قامت بواجبها وأصبحت منارة للعلم والثقافة، بل أصبحت مأوى لكثير من شداد الأدب ولأن هذه البلاد قد قامت على البناء والعزم على استمراريته فإن هذه النوادي هي أول من سعى بطلب تكوين وزارة خاصة بالثقافة.
ومن جهة أخرى تحدث للثقافية الأستاذ الدكتور: مسعد بن عيد العطوي، أستاذ الأدب والنقد ورئيس أدبي تبوك سابقًا الذي قال: كانت الثقافة في بلادنا تهفو إلى منتديات للحوار الأدبي والثقافي فهذا الوطن العريق بفكره وعلمه وأمجاده جدير بريادة الإبداع والفكر ولتنافس البلاد العربية فقد كانت ثقافتنا في الحلقات المتأخرة في الجامعات والكتب التي تُؤلف عن الفكر والإبداع فالحديث عنها ضعيف والتأليف نادر ولا وجود للمثقفين في المنتديات الثقافية خارج البلاد ولا في المعارض الا الرسمية فأسست الدولة رعاها الله النوادي الأدبية وظهر صداها في الثقافة العربية وأضحى الإمتزاج الفكري الثقافي لبلادنا في صدارة المشهد الثقافي وانتشرت الكتب للاهداء واحتوت الأندية رجال الفكر الوافدين في الجامعات وعادوا إلى بلادهم بثقافة بلاد بل ألفوا عنها وحاضروا ودرسوا الاتجاهات وحدث حوار فكري جدير بالرعاية والتدوين وساعدوا الناشئة على التطوير الذاتي الثقافي واستقطبت كثيرا من الشباب عن متابعة المذهبية وانتشر أثرها في مناطق المملكة وأعانت كثيرا من المؤلفين لنشر نتاجهم. لا شك إن ضعف إدارة بعض النوادي وقصر نظرهم للشمولية أو جد بعض الضعف وهذا قابل للمعالجة. ولا يضر النوادي وجود المقاهي الثقافية بل يدعم بعضهنا بعضا. ونحن رأينا بوادر من المقاهي الثقافية. الجديدة تبشر بخير .
وكما تحدث للثقافية الدكتور: فيصل خلف، وهو أحد المؤثرين في المشهد الثقافي من الشباب، الذي قال: للأندية الأدبية في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، بصمات جليّة وجهود تذكر فتشكر ومبادرات خلاقة تروى ولا تطوى ولها في ذاكرتنا الكثير من الذكريات التي لا تُنسى ما حيينا، وصوتها صداها قد يتجاوز حدودها المحلية ليصل إلى دول الخليج العربي، ولها فضل كبير في استكشاف المواهب الشبابية سواء كانت الفنية أو الأدبية أو حتى في الإلقاء، ولأن تاريخها الحافل عريق لا يمكن أن يتم تجاهله بل هي مكمل لوزارة الثقافة، لأن الوزارة بحاجة إلى خبرات الأندية، ويؤسفني أن أجد اليوم الأندية الأدبية في حال لا يسرّني، لأنها تفتقر إلى الدعم بمختلف أطيافه وعلى سبيل المثال الدعم المادي واللوجستي، والأفضل أن يتم سؤال العاملين في الأندية الأدبية حتى يتم وضع اليد على الجروح.. وأدرك بأنها جروح وليست جرحا واحدا. آمل أن ترى وزارة الثقافة الأندية الأدبية بعين المحب، وأن كلاهما مكملان لبعض، لأهداف سامية منها الإرتقاء بقوتنا الناعمة.. وهي ثقافتنا في كل شيء في مختلف الفنون، حتى نكتسح العالم بهويتنا التي نعتز بها.