يا ناطحاتُ
فؤادي لم يعُد هدفًا للغانياتِ
وحظّي بعدها خُطفا
***
ويا شوارعُ
دربي الطينُ
خضّبني
ما حُدت عنهُ
وإن أغرى الزّمانُ
وفا
***
ويا مقاهيَ أحلامٍ
معي حُلُمي
ساقيتُهُ عمريَ الظمآنَ مُغترَفا
***
ويا نواديَ أشواقٍ
جرحتِ يَدَي شَوقي العفيفِ
وشَدوي منكِ قد قُصِفا
***
ويا دعاياتُ
كُفّي
فالحقيقةُ في بَطنِ المُروءةِ
فاتلِي آيَها
وكَفى
***
ويا معالمُ
أطلالي التي خَلُدَتْ
والخالدون مناراتٌ لمَن خَلَفا
***
ويا مَدائنُ
أشلاءٌ مُمَزَّقَةٌ مِن المَبادئ
عَنها رُحتُ والشَّرَفا
***
ويا وَقاحةُ
هذا جِيلُكِ
اشتَعِلي قُبْحًا
فجيلي على أخلاقِهِ حَلَفا
***
ويا دَعاويَ ظُلمٍ
كان حذّرَني هَمْسُ الزّمانِ
وخَطّ الدّربَ
وانصَرَفا
***
ويا يراعُ
يدُ التّاريخ فاحِصةٌ
أضاع قبلَكَ ما أعْمى الهَوى
فهَفا
***
ويا مَسيرةُ
ما تجنينَ من تَعَبٍ
إنْ كان سيرُكِ عن ذُلِّ القَفا لِقَفا
***
ويا بحارُ
متى أمواجُكِ انتصرَتْ للحَقّ
إلاّ بضَربٍ بالعَصا جَرَفا
***
ويا جبالُ
تعالَي
رُبَّ أوديةٍ من الجحيمِ
أطارتْ سَفحها نُدَفا
***
ويا عقيدةَ أوراقٍ
أمَا ارتعشَتْ لكِ الصّدورُ
وبَعدُ الوعيُ ما نَظُفا
***
ويا مَنابرُ
ما كَرّهتِني وَطَني إلاّ وزِدتُ
فزِيديني بِهِ شَغَفا
***
ويا أصالةُ
عصرُ الزّيْفِ علّمني
دربُ الأصالةِ وَعرٌ
والمَسيرُ حَفا
***
ويا مقابرُ
كم كَنزٍ بها
وإذا رُمنا الغنى مُسخِت أرطابُنا حَشَفا
** **
- أ.د.عبدالرحمن الخميس