الكويت - هيئة التحرير بالثقافية:
أكد الكاتب والمفكر الكويتي المعروف محمد بن غانم الرميحي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الكويت، ورئيس تحرير مجلة العربي، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة الأسبق، وفي حديث خص به «الجزيرة الثقافية»، حيث وجهت له سؤالاً عن ماهية الثقافة؟ ومن هو المثقف؟ فقال: إن الثقافة في مفهومها العام تُمثل شكلاً هلاميًا ولها علاقة بمجمل حياتنا لأنها غذاء للعقل، ولهذا فالثقافة تتطور وهذا ما نلمسه من خلال مسيرة هذا المكوّن على مدى التاريخ، إلا أن البعض قد سجن بعض أنماط الثقافة في حجرة ضيقة، خذ مثالاً على ذلك الثقافة الدينية، فنبينا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- بُعث رحمةً للعالمين ونبيًّا للمسلمين، إذًا لماذا يصر البعض على أن يكون هناك: ثقافة إسلامية، أو اقتصاد إسلامي، أو حتى طب إسلامي!
فالدين أهم من ذلك بكثير؛ فالدين أن نؤمن بالقيم العليا، والقيم الإنسانية، ولهذا فالأساس في الدين الإسلامي أمران هما: العقيدة، والعبادات، وغير ذلك هو متروك لمصالح الناس المرسلة، ولهذا فكثير من المفاهيم تحتاج إلى تصحيح، فلدينا في عالم المعرفة كتاب عن «سوسيولوجيا الدين»، وأنا أعتقد أن هذا من الكتب المهمة في هذا الميدان إلى جانب الأطروحات التي طُرحت في مجلة العربي، والتي تسعى لبيان المفهوم الواسع والشامل للدين الإسلامي.
ومن جانب آخر وجهت «الجزيرة الثقافية» سؤلاً آخر حيال مستقبل الصحافة الثقافية، فأجاب د.الرميحي بقوله: إن الصحافة الثقافية مهمة جدًا وأنها سوف تبقى، وهناك مقولة سادت بيننا وفي تقديري أنها ليست حقيقة وهي أن الصحافة الثقافية سوف تندثر! وأن الصحافة الإلكترونية سوف تبقى وهذا غير صحيح، والدليل على ذلك عندما ننظر إلى المطبوعات المتميزة الآن ولنأخذ مثالاً على ذلك مجلة «ناشيونال جيوجرافيك»، وتصدر منذ أكثر من قرنين! وتنشر بثمان لغات منها العربية، هذه المجلة تزداد انتشارًا وتتوسع، ولعل فكرة مجلة العربي كانت في بدايتها أن تكون على غرار هذه المجلة العالمية، ولنأخذ مثالاً آخر مجلة «الفورنا فيرز»، تصدر منذ مئتي سنة أيضًا وانتشار ومقروئيتها تزداد، إلى جانب صحف في شرق إقريقيا وفي الهند تزداد انتشارًا، إلى جانب مجلة «الإيكونومست»، هل تعلمون أنها تطبع الآن أكثر مما كانت تطبعه في بداياتها! إذا المشكلة الرئيسية في هذا الموضوع هو المحتوى اليوم بسبب التطور لم يعد لدينا صحف إخبارية، أصبح لدينا صحف الرأي، وهذا ما عملت عليه عندما كنت رئيس تحرير صحيفة أوان، فكل ما أكثرنا من صفحات الرأي زادت أهمية المطبوعة لأن القارئ يستطيع أن يحصل على المعلومة من أي مكان بسرعة شديدة، إلا أن تفسير هذه المعلومة هو القصة الرئيسة، فكل قضية فيها تفاسير مختلفة ولنأخذ القضايا السياسية على سبيل المثال.
أتابع ما ينشر في الجزيرة الثقافية وأنا من قرائها
وقد اختتم حديثه بالإشادة بمستوى التطوير بـ«الجزيرة الثقافية»، وبالنقلة النوعية التي شملت كل تفاصيلها، وأنه من قرائها ومتابعيها.