ميسون أبو بكر
خدمات توعوية وصحية وطبية واستشارية وأخرى مساندة تقدم لمرضى التصلب في المملكة والذين بلغ عددهم أربعة وثلاثين ألف مصاب بنسبة مئة مصاب لكل مئة ألف نسمة، ونظراً لأن هذا المرض مرض صامت لذلك تنشط التوعية وطريقة التعامل مع المصابين به، حيث يعتبر إعاقة تستلزم معاملة خاصة سواء مع الطلبة أو الموظفين حسب أعمارهم ونشاطهم وموقعهم الوظيفي. كان لي فرصة التقاء عدد من المصابين به في المناسبة التي أقامها فريق معين التطوعي الصحي بمناسبة اليوم العالمي للتصلب بحضور الأمير عبدالإله بن عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبدالإله الخيرية، كما حضور الأميرة النشيطة في المجال الإنساني أضواء بنت فهد آل سعود، فالتقيت بالناجين من التصلب بعد العلاج والتأهيل في مراكز متعددة؛ أهمها مدينة سلطان بن عبدالعزيز الإنسانية التي كان لأحد أفراد عائلتي تجربة رائعة معها لتأهيله، كما للزميلة والإعلامية العزيزة ريما الشامخ التي نقدرها جميعاً، والتقيت بمجموعة من الأطباء المتخصصين في مرض التصلب وبمبدعين قاوموا الإعاقة وأبدعوا في نشر ثقافة الوعي سواء عبر موقع - مايلين- على الإنترنت كما فعلت أمل عبدالعزيز رشيد أو ببرنامج بودكاست للرائعة ربى الوهيبي التي تكفّل سمو الأمير بإنتاج برنامجها كاملاً لإفادة أكبر عدد من الناس إيمانًا منه بأهمية الإعلام ودوره في تثقيف المجتمع وزيادة وعيه.
الوعي ثم الوعي نصف العلاج وإلا جثم المرض الصامت كوحش يتربص بفريسته ثم تستسلم للإعاقة التي قد تكون دائمة ولا تنجو منها.
سبعون بالمئة ينجون من الإعاقة ويندمجون مع الحياة كأصحاء، بينما ثلاثون بالمئة يبقون تحت وطء الإعاقة إما لتأخر العلاج أو التشخيص الطبي أو التأهيل والابتعاد عن ممارسة رياضة المشي التي شجع عليها الأطباء المختصون.
اليوم التعريف بالتصلب ونشر الوعي أكبر بكثير من الماضي وتخصيص يوم عالمي هو وعي العالم بهذا الخطر، حيث يصل عدد مصابي التصلب اللويحي على مستوى العالم ثلاثة ملايين مصاب وهو في تزايد ملحوظ، والفعالية التي تكفل بها أفراد وجهات من المجتمع ما هي إلا وعي مجتمعي بهذا الخطر ومسؤولية اجتماعية يشعر بها المواطن السعودي الذي هو شريك رئيس في تنمية مجتمعه وسلامته كل حسب استطاعته.
من نعم الله سبحانه اهتمام الدولة وتسخيرها الإمكانيات الصحية والمادية التي قد تعجز عنها دول متقدمة، وإنني من منبر «الجزيرة» أقدم شكري لكل متطوع وكل طبيب وكل خيّر من أخيار هذا البلد العذب الذين لا يدخرون جهداً في المساهمة بمواجهة الإعاقة، كما تحية تقدير للذين حضروا من مصابي التصلب والذين نثروا أمامنا تجاربهم والذين ابتلت مآقيهم بدموع الانتصار وذكرى الألم.