في دورة إدارة الجودة الشاملة التي حضرتها واستفدت منها حقيقة أحببت أن أنقل تجربتي للقارئ الكريم وماذا يعني بالجودة الشاملة؟ ذلك العلم الذي تبناه العالم (وليم ديمنق)، وهو ما يطلق عليه أبو الجودة، حيث بدأ حياته وأعني (وليام ديمنق) بالخوض في علم الجودة ففي العام (14 أكتوبر 1900 - 20 ديسمبر 1993) عمل مهندساً وإحصائياً أمريكياً وأستاذاً ومؤلفاً ومحاضراً ومستشاراً إدارياً، ذهب إلى اليابان بعد الحرب العالمية الثانية للمساعدة في الإحصاء السكاني للبلاد. لعب دوراً مهماً في الانتعاش الاقتصادي لليابان واكتسب سمعة طيبة في زيادة الإنتاجية وتقليل النفقات في شركات التصنيع في جميع أنحاء اليابان. علماً أن من أسباب هجرته لليابان عدم احتوائه وتبنيه داخل المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت إلا أنه أسهم كثيراً في التطور في شتى المجالات في النهضة اليابانية كما ذكرت.
علم الجودة أو الجودة الشاملة كما ذكر من حضر معه دورة الإدارة الشاملة على مدى خمسة عشر يوماً وهو علماً أن الدورة قدمها مركز نخبة العلم بإشراف الأستاذ عيسى العيسى وتقديم الأستاذ صهيب محمد تركستاني والذي حقيقة والحق يقال أبدع في طرح موضوع إدارة الجودة. بالعودة إلى إدارة الجودة وهو سبب مقالتي اليوم والموضوع الذي شد انتباهي وجعلني أتعمق فيه وأطلع بتوسع على مفهوم الجودة بشكل أوسع في إدارة الجودة وما يتعلق بهذا العلم ألهمهم من إستراتيجيات وأنظمة الجودة مع منهجية سيقما وغيره وكذلك إسهامات ذلك العالم وكسر غيره فيما يخص إدارة الجودة. وهي من العلوم التي يجب أن نتبناها حقيقة للرقي في منظماتنا في المجتمع السعودي.
إدارة الجودة تعتمد بشكل رئيس على روح العمل كفريق واحد دون تحيز أو تفرقة بين أحد دون الآخر من أعضاء الفريق وخلق بيئة عمل تساعد على العطاء بكل ما لدى الأعضاء من إمكانيات, ولكن وأعي تماماً أن كلمة ولكن ستعاكس كل الإيجابيات التي ذكرتها مسبقاً وستكون شيئاً سلبياً إذا ما قورنت بما سبقها من كلمات عن الجودة ووجوب استخدامها لتطوير مجتمعنا السعودي. أعود فأقول ولكن إذا ما كان مدير الفريق نواياه شخصية بحتة لا يهتم بالمخرجات ولا يعيها اهتماماً بل إن الطامة الكبرى هي عندما يكون كما يقال في المثل الشعبي المعروف (ولد الفقر ما يولى نعمة) فلا حوافز ولا دوافع بل يصل الحال في كثير من الأحيان إلى مرحلة الحسد وعدم تمني الخير للغير فما بالك بزملاء العمل لديه من أجل الرقي بالمنظمة التي يرأسها. أعتقد أن (وليام ديمنق) نسي هذه النقطة المهمة ولم يتطرق لها لأني على يقين أن اختيار الشخص سليم النية والنوايا من أهم المعايير التي يجب أن تتوفر في قائد المنظمة لكي يقودها فعلاً للرقي بدلاً من التركيز على الحضور والانصراف بغض النظر عن الإنتاجية وهو ما حدا ببعض المنظمات أن تسلك طريق الانحدار في الإنتاجية. بل يصل الحال في كثير من الأحيان إلى تفضيل موظف على موظف في نفس المنظمة من أجل مصلحة شخصية لصاحب القرار وهي كارثة أعتقد أنها تودي بالمجتمع إلى نتائج سلبية. بينما من هو في المنظمة يعمل بجد واجتهاد وعطاء ويحترق من أجل الإنتاجية مهمش لأنه لم يخضع لرئيسها ولم يستعمل أسلوب المديح (التطبيل) من أجل أن يحظى بكلمة شكر أو عرفان أو التغاضي عن زلة قد تحصل منه لأن الكمال لله -عز وجل- ولا غير. هل من يتصف بهذه الصفات المشينة يجدر به تسلمه رعاية منظمة بأكملها قد تحوي ما يقارب خمسمائة موظف أو أكثر أو أقل لا أظن.