عبد الله سليمان الطليان
ها نحن ننتقل من مرحلة إلى أخرى في التعدي على خصوصيتك والاطلاع على أمنياتك وأفكارك عبر جهاز جوالك وبطريقة ذكية وخفية، البداية كانت عبر البريد الإلكتروني من خلال أجهزة الحاسب الشخصي. لقد كان هناك نموذج عمل خاص بالشيفرات الخبيثة - نموذج يخلف تكاليف باهظة بفعل الفيروسات والديدان, الأغراض لا تقتصر على مجرد إعادة الانتشار، فما بدا خارجاً حقاً عن المألوف عندما اكتشفت الفيروسات بادئ الأمر بات شائعاً وعادياً اليوم أي تلك الفيروسات التي تخترق الحواسب الشخصية لخلق شبكات ذاتية العمل ضخمة تنتظر ما يأتيها من تعليمات تباعاً. هذه التعليمات تشتمل على الطلب من الحاسب الشخصي التحول إلى مجرد خادم للبريد الإلكتروني للشبكة ذاتية العمل فيرسل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه (سبام) بالملايين إلى عناوين البريد الإلكتروني التي يجمعها من القرص الصلب للجهاز نفسه أو من عمليات البحث على الويب وذلك وفق عملية لا يشعر بها ولا يلحظها عادةً مستخدم الحاسب الشخصي. أحد التقديرات يحدد عدد الحواسب الشخصية المصابة الخاضعة لهذه الشبكات ذاتية العمل بما يتراوح بين 100 مليون و150 مليوناً - وهذا يعادل ربع عدد الحواسب المتصلة بالشبكة الدولية في مطلع العام 2007، هذه الحواسب مسلوبة الإرادة تسببت في أكثر من 80 % من البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه في 2006، كما أن البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه (سبام) بلغ أيضاً حوالي 80 % من البريد الإلكتروني في العالم.
ولقد تطور الأمر أكثر مع انتشار الهواتف الجوالة التي أصبحت معنا في كل مكان تحوى على الكثير من التطبيقات والبرامج والمواقع المتعددة التي تزداد تطوراً يوماً بعد يوم، تستهوي كل فرد وبحسب ثقافته، الملاحظ في بعض هذه التطبيقات هو عملية الاستدراج الرخيص الذي يغفل عنه المتصفح أو الذي يلج إلى هذه التطبيقات أو المواقع سواءً بشكل متعمد أو عفوي، حيث نجد في هذا الاستدراج الرخيص، أن هذا الموقع التافه في المحتوى يريد فقط الجذب للترويج لإعلان تجاري أو الترويج للموقع عبر خبر ملفق بعبارات أو كلمات منمقة، تنطلي على الكثير وتجذب أحياناً وتصاد عقولاً مراهقة وعقولاً ناقصة الثقافة الرادعة والمستنيرة والتي تدرك وبشكل جلي الهدف من هذا الاستدراج، والذي نعاني منه اليوم في أجهزت الجوال وهو يعتبر ذا أثر سلبي من الناحية الفكرية والاقتصادية وخاصة عندما يقع فيه جيل الشباب المراهق الذين هم الهدف، أتمنى من هيئة الاتصالات حجب هذه المواقع التافهة التي تقوم بهذا الاستدراج الرخيص.