عطية محمد عطية عقيلان
* حسن السوق ولا حسن البضاعة..
الأمريكي ديموثي ديكستر، الشاب الطموح من ماساتشوستس المولود عام 1747م، تمثل حكايته التاجر الغني رغم وصفه بالغباء، حيث غامر في بداية حياته واشترى عملة قارية بعد أن أصبحت قيمتها أقل من تكلفة طباعتها، بسبب تمويل الحرب الثورية ضد الإمبراطورية البريطانية، ولكن بعد الحرب، الولاية اشترتها بقيمتها الاسمية، ليحقق أرباحاً مجزية، وبعدها افتتح شركة شحن للتصدير، وكانت تقدم لها نصائح وفرص تجارية بغرض إفلاسه باعتباره أصبح غنياً بالحظ، ومنها:
- تصدير قفازات صوفية إلى جزر الهند الغربية، والحارة جداً، ولكن صادف وجود تجار آسيويين اشتروها بالكامل لتصديرها إلى سيبيريا، ويحقق أرباحاً في وقت قصير.
- تصدير القطط الضالة إلى جزر الكاريبي، وصادف أنها كانت تعاني من انتشار الفئران، فباع كامل شحنته..
- تصدير الفحم إلى مدينة نيوكاسل الإنجليزية، التي كانت تعتبر مركز مناجم الفحم في العالم، بل كان يضرب المثل فيمن يريد التجارة الخاسرة، «شحن الفحم إلى نيوكاسل» والتي يقابلها لدينا «بيع الماء في حارة السقايين»، ولكن عند وصول شحناته إلى نيوكاسل، كان هناك إضراب لعمال الفحم، فباعها كلها، وحقق ثروة منها.
* من قرشك أعمل كرشك..
تعاتب الفنانَيْن كمال الشناوي وأنور وجدي على نقدهما لبعضهما على صفحات الجرائد، ليتضح للشناوي عدم صحة ما كتب على لسان وجدي، ليعتذر منه على ردة فعله ومهاجمته له، ليفاجئه أنور وجدي، بعدم لومه على نقد أدائه أو عدم قدرته على الإخراج، بل زعله من ذم كرشه، وأنه يمتد لمترين أمامه، ليقول له «أصلك مجربتش الجوع»، فهذا الكرش يمثل لي إحساس الشبع وتعويض سنوات الفقر والجوع، ليشعر الشناوي بالإحراج والخجل ويعتذر منه.
* الأخلاق رزق..
قام هنري فورد مؤسس شركة فورد، بتناول العشاء مع مرشحَيْن لتعيين أحدهما كمهندس ميكانيكي، وهما تخرجا من نفس الجامعة ومتساويين في كل شيء وأذكياء وبعد انتهاء العشاء، قال لأحدهما تم تعيينك واعتذر من الآخر، والذي طرح عليه سؤالاً بأنهما لم يتحدثا عن السيارات أو الهندسة أو الجامعة، بل تحدثا عن الأمور العامة، لماذا لم يتم اختياره وليس أنا؟ فقال له فورد لسببين، الأول أن زميلك تذوق شريحة اللحم ثم وضع الملح، أما أنت فأضفت الملح قبل تذوقه، فأنا أبحث عن الأشخاص الذين يجربون الأشياء قبل أن يغيروها، أما السب الثاني والأهم، فكان زميلك مهذباً مع الجميع ويعاملهم باحترام، أما أنت لم تكن مهذباً سوى معي فقط، والمدير والقائد الحقيقي يعامل الجميع باحترام وتهذيب ويجيد الإنصات.
* الصداقة مشاركة..
يقول الدكتور مصطفى محمود «إذا جثم عليك كابوس الملل، ابحث عن واحد يمل معك» ويقول الأديب النمساوي فرانس غريلباتس «الصديق الحقيقي، عندما يضيق صدرك، تجد عنده كل التفاؤل والأمل».