علي الخزيم
- الجميع أشاد ويُشيد بجنودنا البواسل وهم يُبْلون بلاءً حسناً على حدود الوطن؛ وبإنجازاتهم وتضحياتهم، فهم يقدمون أرواحهم فداءً للدين والمليك والوطن والمواطن في ظروف مُناخية متقلبة، يعيشون الفصول المتعاقبة بنفس راضية؛ لقناعة مُسبقة بأنهم يقدمون الواجب ويُخلصون لمعتقدهم الديني والعربي والوطني، ويزيدهم ارتياحاً ما يجدونه من لدن القيادة الرشيدة من دعم مادي ومعنوي.
- المعركة ضد انتهاك ثغور الوطن وحدوده؛ وضد النَّيل من مُقدراته وكرامة مواطنيه: هي معركة واجبة وشريفة وأهدافها نقية واضحة لا لبس فيها، فمن حق كل بلد حماية مواطنيه ومعتقداته وحدوده ومقومات حياته واقتصاده، فمن هذا المفهوم والمنطق والمبدأ تكون الحرب ضد المخدرات ومنع تفشيها بين شباب الوطن لتبديد أحلام مستقبلهم؛ وسلب أموالهم وعقولهم؛ وتفكيك الأسرة والمجتمع وإقحامها بقضايا جرائم المدمنين وما يقترفونه من قتل واغتصاب وسرقات وحوادث وأفعال منكرة يطول شرحها: هي وقفة حازمة صلبة وعزيمة ثابتة نسأل الله أن يكتب لها أعلى درجات النجاح والفلاح.
- المواد المخدرة المستحدثة كمادة الشبو الخطيرة وسهلة التصنيع والترويج كما يقول المختصون: استغلها آلاف العمال الوافدين وغيرهم من المتسللين والمخالفين، وبعض من يقيمون بيننا كضيوف، وباتت تجارة سهلة لا تكلف جهداً، وتساعدهم وسائل التقنية والتواصل الاجتماعي على ابتكار أنماط متعددة من طرق التهريب والترويج، وتلبية طلبات المتعاطين بسهولة من حيث استلام القيمة وتسليم الكمية دون التقاء البائع والمشتري، للتمويه على رجال مكافحة المخدرات ورجال الأمن.
- ويقال: أنهم لا يتورعون عن إخفاء أصناف المخدرات حين ترويجها للمتعاطي بأماكن لا تخطر على بال وتصوير الموقع وإرساله للعميل بعد تحويل الثمن، كما يقال إن أساليبهم شيطانية لدرجة أن منهم من لا تفوته الصلاة بالمسجد، ومنهم من يعملون كسائقين لدى الأسر، والعاملين على سيارات الأجرة وغيرها كثير، فهجمة المخدرات على المجتمع اقتضت الحملة الحازمة المُنظمة.
- المنطق يقول إنه لو لم تكن هناك مستويات من حجم التعاطي وتزايد المردود المادي وراءه؛ لما كان هذا النشاط المحموم والانخراط المحفوف بالمخاطر بعمليات الترويج متعددة الأشكال والأساليب الملتوية التي لا تخفى بعون الله على جنود المكافحة ورجال الأمن أعانهم الله، والمنطق يقول أيضاً: إن التعاطي لم يكن مقتصراً على أفراد من المواطنين، فحجم الاستهلاك لن يكون بهذه الحالة مُحفزاً للِّهاث وراء مكاسب بسيطة، فالمؤشرات - والله أعلم - تدل على أن شرائح كبيرة من المقيمين والوافدين ومن على شاكلتهم قد كرروا تجربة تعاطي مثل هذه السموم وربما أدمنوا عليها!
- وحين يكون المُقيم والوافد الزائر وغيره لا يحترم قوانين البلد، ويمارس ببلادنا ما يتم تحريمه دولياً، ويساعد على تفشّي وباء المخدرات والمؤثرات العقلية، ويرهق دوائرنا الرسمية ومؤسساتنا الأمنية والصحية بأمراضه وممارساته الخاطئة؛ فيحق لنا أن نقف احتراماً وتقديراً للحملة الجادة التي يقودها سمو ولي العهد - أيَّده الله - ضد آفة المخدرات ومنع انتشارها حماية للوطن والمواطن والمقيم.
- الواجب الديني والوطني، والثَّبات على المبادئ والمُثُل العليا، يحتم علينا محاربة الفساد والمفسدين، والمخدرات فساد يجب اجتثاثه.