يقول سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} (269) سورة البقرة.
ولأن الله سبحانه وتعالى قد بعث الانسان في كوكب الأرض وخلق منه الذكر والأنثى، ليعيشوا ويتعايشوا فيما بينهم، وليكمل كل منهما الآخر، وتبنى حياتهم ويعمروها بعلاقاتهم فيما بينهم على هذا الأساس، يقول جلّ وعلى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (13) سورة الحجرات.
فالنفس البشرية خلقت لتعيش بين أقرانها في المجتمعات، وهذه الطبيعة التي خلق الله الانسان عليها، ولا يكاد يستطيع الإنسان أن يعيش دون وجود طرف آخر يعيش معه في هذه الحياة.
ولكن من المعلوم أن هناك رابطا بينهم بين الانسان والإنسان الآخر وهي العلاقة القائمة بينهما، تحكمها العديد من المشاعر والتفاصيل، وعلى رأسها الأخلاق.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
ويقول صلى الله عليه وسلم: «ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسنِ الخلقِ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ».
فهذا هو المنهج الرباني ومنهج الرسل والأنبياء في أهمية وعظمة الخُلُق والأخلاق في الإسلام، وليكون المنطلق الأساس في تعاملنا مع الآخرين.
وكما هو معلوم أن الحياة العملية لا تستقيم إلا بوجود قائد ومرؤوس، أحدهم يُرشد ويتابع والآخر يعمل وينفذ، أحدهم يقود العجلة والآخر يسير من خلفه، هكذا هي حياة العمل، باختلاف أماكنهم من يوكلهم الله ويكتبهم في كتابه، فيمن يكون هنا أوهناك، ولكن يكمن الفرق في من هم هؤلاء ومن يكونون عليه، فإن شملتك رحمة الله وكنت ذا حظ عظيم وموفقاً، ولىّ الله عليك خياره من الناس، يحرص على من يعملون معه، ويعمل بمبدأ الشورى باستشارة أهل الخبرة، والعلم والمعرفة حتى يضمن صواب الرأي الذي يتخذه.
ويجتهد في أن يعدل بين من يعملون معه ومن يكون مسؤولاً عنهم، فلا يظلم أحداً أو يحابي إنسانا على آخر، بل يحقق العدالة والمساواة بينهم جميعاً، ويفرح لنجاحهم ويسعده تفوقهم.
فأحمد الله كثيرا وأشكره وأن يجزي والديّ عنّي خير الجزاء فبدعائهم الدائم قد منحني الله في مسيرتي المهنية العديد من هؤلاء الأشخاص الذين أكن لهم كل المودة والتقدير والاحترام،
تعلمت منهم الكثير وصنعت مني الرجل الذي أنا عليه اليوم، الذي يحمل بعض الخبرات والكثير من الامتنان والعرفان.
أخيرا أسأل الله أن يحفظ هذا الوطن الغالي وقيادته الحكيمة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وإلى مزيد من التقدم والازدهار.