من يعرف النوايا السليمة والأهداف السامية يدرك أن القطيعة لن تدوم وأن الحب والوئام وتوحيد الكلمة وتوحيد الصف يجب أن تأخذ دورها في التعامل بين أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، لأن في ذلك مصلحة عليا ولأن في ذلك توحيد الأفكار والأهداف ولأن في ذلك إسهاما في البناء لا الهدم وفي ذلك أيضا ردع للعدو، سواء كان بعيدا أو قريبا، الأمة العربية تختلف، نعم، والاختلاف أمر صحي لكن العرب منذ أقدم العصور لا يضمرون العداوة لبعضهم بعضا، وهذا الأمر يعد قيمة خلقية يتمتع بها العرب في تعاونهم وفي تعاضدهم وفي نصرتهم لبعضهم بعضا، من هنا لا بد من الاعتراف بأن هناك دولا ومنظمات تحاول زرع الشقاق والفتنة بين أبناء الوطن الواحد، فما بالك بوطن كبير اسمه الوطن العربي، إننا عندما نتحدث عن علاقات المحبة والأخوة بين الشعوب فإننا ندرك أهميتها في نفوس الزعماء أصحاب القرار لأنهم ينتمون إلى الشعب ولأنهم يريدون الخير وهذا واجب يحتمه الزمن ويحتمه عليهم تكالب الأعداء ومحاولاتهم ضرب كل مقومات الأمة بأساليب متنوعة منها الإعلامية والفكرية والثقافية والعسكرية لأن أعداء الإسلام لا يريدون للأمة العربية أن تجتمع على كلمة واحدة لأن في ذلك دحرا وقهرا لهم لأنهم يدركون أهمية توحيد الصفوف واجتماع الكلمة والحب الذي يكون سائدا بين كل أبناء أمة الضاد، وعودة علاقات الدول العربية مع سوريا وحضور فخامة الرئيس السوري الدكتور بشار حافظ الأسد الذي لبى دعوة خادم الحرمين الشريفين لحضور قمة جدة فإن ذلك مصدره نبذ التفرقة والتفرق والتشرذم الذي عانى منه المواطن العربي الطامح أن يعيش عيشة كرامة كلها خير وكلها وفاء وعطاء ورخاء واستقرار؟ نعم الكل يدرك أهمية هذه الأمور ولن يأتي ذلك إلا بعزيمة الرجال الذين يتجاوزون عن كل الهفوات من أجل مستقبل أمتهم وقوتها ويخططون للمستقبل ويبنون جسور المحبة بين الدول التي لا تستغني عن بعضها بعضا أبدا لأننا عندما نتحدث عن سوريا فإننا ندرك بأنها بلد عربي مهم وأن كل ما حدث بها يعد أمرا مقدرا من الباري عز وجل الذي لا راد لقضائه وقدره ثم نتيجة أخطاء استراتيجية تمكن من خلالها أعداء الأمة العربية من إشعال الفتنة والفوضى الخلاقة التي عمت كل مدن وقرى وأرياف هذا البلد الشقيق وبعض الدول العربية الأخرى، تعلمنا من دروس الزمن بأن العودة إلى الحب أفضل من التمادي في القطيعة وبذلك القضاء على الكثير من المؤثرت التي تهدم ولا تبني وتسهم في ترسيخ البغضاء والعداوة التي لا يستفيد منها إلا الأعداء.
إن كل خطوة تعيد للوطن العربي الوئام التآلف والتواصل وتوطيد العلاقات، هي من الخطوات التي يجب احترامها والتصديق لمن أقدم عليها ومدى كانت أهميتها في عالم اليوم الذي لا يعترف بالضعف والهوان ولا يعترف إلا بالقوة وباختصار توحيد الصفوف قوة وانتصار والتفريق ضعف وهوان وصدق الشاعر عندما قال:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
ويكسرن أن أصبحن آحادا
وفيالختام شعوبنا لا تحتمل هذا التفرق وهذا التناحر وهذا التجافي
وهل نسينا أننا أمة واحدة كما قال ربنا جل وعلا {هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} سورة المؤمنون (52) وأننا لا نستغرب إذا عادت سوريا إلى أمتها العربية ولا نستغرب أيضا أن يتجاوز العرب كل هذه المحن التي مرت بهم.