بزورك محمد
منطقة الشرق الأوسط التي كانت مسرحاً للأحداث الأمنية والصراعات السياسية والحروب المتتالية التي جلبت المآسي والويلات لمعظم شعوبها على مدى عقود خلت، تُقدم على مرحلة جديدة وتخطو باتجاه التهدئة والاستقرار بجهود حثيثة وبفطنة من كبار السياسيين والقادة الجُدُد وعلى رأسهم ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي يسعى جاهداً منذ سنوات متواصلة مع طاقمه من الشخصيات الكفوءة والمحنكة ليَعبر بمنطقة الشرق الأوسط إلى حالة من الازدهار والنمو والتقدم في شتى المجالات وكافة الصعد بعد أن آتت خطواته الإصلاحية ثمارها الوفيرة في الدفع بالمملكة إلى القمة والارتقاء من حيث الانفتاح والتطور وتطبيع علاقات الرياض وتعزيزها مع محيطيها والكثير من الدول الإقليمية فضلاً عن ردع جميع المحاولات التي كانت ترمي إلى زعزعة الأمن والاستقرار والتفكك والتشرذم، كان هناك كتّاب وبيَّاع الأقلام يكتبون وينشرون موضوعات مسيئة ومقالات وتقارير للنيل من دور السعودية وقائده الشاب الفذّ إذ راهنوا كثيراً وادَّعوا بأن السعودية تتجه نحو التفكك والانهيار تلك شائعات كانت تبثها قنوات الفتنة والضلالة، ما نراه اليوم يُبطل في أبهى صورة تلك الرهانات الفارغة والافتراءات التي كانت تحاك غربياً تتعاون فيها دويلات إقليمية ماكرة، ها هي المملكة العربية السعودية تنهض وتحتلّ مكانة عالية ليست على مستوى المنطقة والدول العربية فحسب، بل على مستوى العالم أيضاً.
لا شكَّ بأن السعودية وبعد أن شهدت طفرات نوعية في شتى المجالات في الداخل عبر انتهاج سياسة الانفتاح وطي صفحة النزاعات والعداوة مع الكثير من الدول المحيطة، بالإضافة إلى توفير الأمن والأمان والحياة الكريمة للمواطنين، بل للكثير من المغتربين واللاجئين جراء الحروب والمعارك الضارية خلال السنوات الماضية، ناهيك عن محاربة العنف وخطاب التطرف والمتطرفين، تؤدي المملكة العربية السعودية ممثلةً بولي العهد محمد بن سلمان الوساطة بين الدول المتصارعة والأطراف المتنازعة والمتحاربة على غرار السودان وسوريا ومناطق أخرى في العالم العربي والإسلامي وحتى بين الدول الغربية وروسيا، تسعى السعودية عبر قنواتها الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لتحقيق السلام وإنهاء الحروب والصراعات الدموية التي يدفع ثمنَها في معظم الأحيان الأبرياء والأطفال والمدنيون.
لذلك فإن سرّ احترام وتقدير الكثير من زعماء ورؤساء الدول الغربية لولي العهد السعودي يَكمن في أنه قد تمكّن من توفير الحياة الكريمة وتحقيق إنجازات عظيمة داخل المملكة العربية يصعب تخيلها في العقود المنصرمة.
أما توفير فرص العمل للمواطنين خاصة لشريحة الشباب بهدف القضاء على آفة البطالة يعتبر أكبر إنجازات لولي العهد السعودي، في حين يعاني الكثير من شباب دول المنطقة من البطالة وانعدام فرص العمل خاصة بين شريحة الخريجين، فضلاً عن خطة تقليل وتقنين الإنفاقات الحكومية والتي تعود بالنفع والفوائد على الاقتصاد السعودي، كما ظهرت في عهد الأمير محمد بن سلمان المكانة المرموقة للمملكة في إدارة السوق العالمي للطاقة باعتبارها مصدر النفط الأكبر عالمياً.
منذ توليه المنصب اهتم ولي العهد محمد بن سلمان بالإصلاحات في الهيئات القضائية، حيث أثمرت خططه بنقلة كبيرة في تاريخ القضاء مثل استحداث المحاكم وتفعيل المحاكم التنفيذية، كما وقد ساهمت جهود ابن سلمان في إعادة المكانة للمرأة واسترداد حقوقها التي كانت محل جدل لسنوات عديدة. كما لم يكتفِ ولي العهد بتوليه وترؤسه لإدارة حملة مكافحة الفساد، إلا أنه عمل على استرداد كل ما تم سرقته أو اختلاسه من أموال المملكة العربية السعودية وإعادته إلى خزينة الوطن.
رؤية ولي العهد السياسية والاقتصادية لم تتوقف داخل البلاد، بل عبرت حدود بلاده لتمتدّ إلى دول مجلس التعاون الخليجي وذلك أملاً منه لصنع كتلة اقتصادية سياسية واحدة ومتكاملة، ليصنع درعاً لمواجهة تحديات وصعوبات العصر. والآن تلعب السعودية دوراً ريادياً على جميع الأصعدة في المنطقة والعالم العربي والإسلامي وتبذل ما بوسعها من خلال قممها ومبادراتها الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار وقلب السياسة المتَّبعة لعقود طويلة «الأرباح جميعها لي» إلى مبدأ «الأرباح للجميع وبمشاركة الجميع» وصولاً إلى تحقيق تطلعات دول المنطقة وشعوبها التي تعاني بعضها من ويلات الحروب والنزوح والتشرد ولعنة الفساد.
وقد أثبت ولي العهد السعودي للعالم أجمع أنه رجل الإنجازات التي لا حصر لها، إنجازات حققها خلال فترة وجيزة وترجم آمال وطموحات المواطنين في المملكة إلى حقيقة ملموسة برؤية معاصرة وعملية وعلمية.
ولي العهد السعودي حالة نادرة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وينبغي أن يحذوَ أبناء القادة والرؤساء في المنطقة والعالم العربي حذوه في بناء مجتمع سليم وعيش كريم لرعيتهم، فهناك شبَّان من يقلِّدون ويتربَّعون على كرسي والدهم لكن لاتهمهم تطلعات وهموم رعيتهم، فالآن دول المنطقة وقادتها بحاجة ماسة لكي يتعلّموا من ولي العهد السعودي الدروس من خططه الإستراتيجية ومن خبراته ونشاطاته وتجاربه الناجحة لتحقيق نقلات نوعية في حياة شعوبها والتقدم ليس فقط عبر الشعارات المزيفة والمستهلكة، بل من خلال خطة محكمة وضامنة لتحقيق آمال المواطنين والفرد في المجتمع.
** **
- كاتب عراقي