أ.د.عثمان بن صالح العامر
من أكثر القضايا التعليمية الساخنة في الأوساط الاجتماعية السعودية هذه الأيام قضية (الثلاثة فصول) التي طبقت لأول مرة هذا العام الدراسي في جميع مدارس التعليم العام والكليات الجامعية الخاصة والعامة دون أي اعتبار لاختلاف التخصصات والمستويات، ودون النظر الرسمي لمدى جاهزية البنية الأساسية في المدارس والكليات لاستقبال الطلاب والطالبات طوال أشهر الدراسة التسعة الشتوي منها والصيفي، يشهد لحضور هذه القضية التي تهم جميع أطياف المجتمع بلا استثناء مناقشة مجلس الشورى لها ومطالبته بإعادة النظر في (الفصول الثلاثة)، أكثر من هذا يرى الشورى بالأغلبية الرجوع لـ(النصفي)، إذ أظهرت الدراسات أن الغالبية العظمى من جامعات العالم تطبق النظام النصفي.
الأسبوع الماضي كان تقييم الميدان التعليمي لتجربة تنفيذ الفصول الثلاثة هذا العام الدراسي 1444هـ، وكان للمواطن السعودي عبر منافذ التعبير المختلفة خاصة التواصل الاجتماعي رأيه الصريح حيال هذه التجربة، حيث أجاب الأغلبية بـ(نعم) على سؤال مطروح في موقع (الميدان التعليمي) نصه: (هل تؤيد إعادة النظر في هذه التجربة، والعودة إلى نظام الفصلين السابق؟).
ولأن التعليم الجامعي يختلف في نظري عن العام فإنني من خلال التجربة أرى شخصياً أن الفصول الثلاثة وإن كانت ممكنة في الثاني فإنها تتعارض كلياً مع التدريس الجامعي القائم على نظام الساعات حيث التسجيل والحذف والإضافة، والفصل الصيفي، والتعاون الأكاديمي، والطالب الزائر، والتخصصات المتنوعة في متطلباتها وآلياتها، والتدريب التعاوني والإعارات وهذا كله فضلاً عن غيره قائم ومؤسس على نظام الفصلين. لا يعني هذا أنني أرى استمرار الثلاثة فصول في التعليم العام ولكنني أحيل القارئ الكريم الراغب معرفة الرأي المجتمعي إلى سيل التغريدات التي دونها المواطنون سواء أكانوا أولياء أمور أو في من منظومة المنضوين للعمل في الميدان التعليمي والأكاديمي، أو كتاب وكاتبات رأي، أو طلاب وطالبات ففي هذه الكتابات رأي صريح واضح في هذه القضية الساخنة، بل هناك عدد من المقترحات الإضافية الجميلة التي حقها أن تحظى بالرصد والدراسة والنقاش العلمي الرصين من لدن مقام وزارة التعليم الموقرة، فالغالبية من المغردين عبر عن رأي شخصي من منطلق المصلحة التعليمية العام المتوخاة، وإيمانا منه بواجبه الوطني الذي يمليه عليه ضميره وشرفه بالانتماء لهذه الأرض المباركة المملكة العربية السعودية ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.