سهوب بغدادي
«شكل من أشكال المسرح، إذ تعرض المشاهد الدرامية إما بشكل تمثيلي بحت أو جزئي مصحوبًا بالموسيقى والغناء، ونشأ الفن في إيطاليا في القرن السادس عشر، ويتداخل في صناعة هذا الفن الكلاسيكي عدة عناصر مستقاة من الفنون الأدائية كالمسرح والتمثيل، وصناعة المشاهد وإخراجها، والإضاءة، وكتابة السيناريو، وتصميم الأزياء، والرقص، وتتصاحب لزامًا بأوركسترا أو فرقة موسيقية أصغر بحسب العرض وسعة المسرح، لقد شهدنا النجاح الباهر «للأوركسترا الوطنية» الفرقة الوطنية للموسيقى التي نشأت عام 2019، ويشرف على أعمالها الموسيقار القدير الدكتور عبدالرب إدريس، حيث لفتت الأنظار بشكل ملحوظ خاصةً في تمثيلها المملكة على مسارح عالمية عريقة، كـ»بلاس دو شاتليه» في باريس الفرنسية، ومن خلال رواج الفن الكلاسيكي والفلكلور وامتزاج الثقافة المحلية بكل ما سبق نستطيع أن نقدم المزيد من هذا الفن وأن نضيف له، حيث يعد تواجد دار أوبرا سعودية رمزًا على قيام الفن من هذا النوع بحد ذاته في دولة ما، وستصبح دار الأوبرا السعودية معلمًا لا يستطيع الزائر للمملكة تجاوزه، خاصةً في حال احتوائه على معرض فني تاريخي أو متحف فني أو حتى حرفي يعكس من خلاله ثقافة وحضارة الدولة، فتصبح دار الأوبرا تجربة تمزج بين عدد من الحواس في آنٍ واحد، إن كل دولة تمتك دار أوبرا تقدم فنًا لا مثيل له فدار الأوبرا المصرية على سبيل المثال مختلفة بشكل عن دار الأوبرا الفرنسية، ودار الأوبرا الإيطالية مختلفة عن السابق ذكرها، وبالتأكيد ستقدم الدار السعودية للأوبرا الفنون السعودية التراثية والفلكلور من جميع أرجاء ومناطق المملكة، كالخطوة الجنوبية والعرضة النجدية والمزمار الحجازي عبر أداء يجمع بين المنظور الغربي الكلاسيكي والموروث المحلي بأبهى حلة، نحن الآن مستعدون لهذا الفن، ولمست الحماس من بعض الشباب والشابات عندما جمعتني الصدفة بفنان أوبيرالي مغمور يدعى عبدالعزيز آل الشيخ، فمثل عبدالعزيز وأمثاله كثر ومستعدون لأخذ هذا الفن إلى مستويات أعلى، وحبذا لو كانت دار الأوبرا في كل من الرياض وجدة وليس الأخيرة فقط، باعتبار أن أغلب الاحتفالات المقامة تتواجد في الرياض وجدة، وتوظيف الدار في إحياء الاحتفالات الموسيقية واستضافة الفنانين اللذين يؤدون أنواع متوافقة مع الفنون الكلاسيكية والتراثية، بخلاف الحفلات الغنائية التي تقام في مسارح عادية.