محمد دغريري
أتت قمة جدة الثانية والثلاثون في وقتها المناسب لتقف على جراح الأمة العربية والإسلامية وحل القضايا ولتقريب وجهات النظر ما بين الحلفاء، وعندما نتحدث عن القمم العربية السابقة نتفق بأن المملكة العربية السُعودية العامل المشترك لنجاحها والوقوف على حل القضايا العربية المطروحة مهما كانت تحمل من ملفات سياسية واقتصادية معقدة، ولعل قمة جدة لخصت تلك الصور للمتابع العربي حيث كانت القمة العربية المنطوية تحت مظلة الجامعة العربية مختلفة تمامًا وشهدت ارتياحًا من كافة الدول المشاركة بعدما تراكمت القضايا فوق بعضها البعض، وها نحن استبشرنا خيراً بعودة العلاقات السُعودية الإيرانية لتخفيف التوتر السائد في الشرق الأوسط وعودة سوريا الشقيقة لإشغار مقعدها بعد غياب اثني عشر عاماً وهذه العوامل تبشر انفراجة لتقارب العلاقات الثنائية ما بين مختلف الدول، ومن القضايا الإقليميات سعت جامعة الدول العربية نقاشها قضية فلسطين التي تعد القضية الأولى والثابتة في كل محفل بعدما تمادى العدو الإسرائيلي في تهجير الشعب الفلسطيني والقتل الممنهج والتدمير وزيادة بؤرة المستوطنات، ولم تغفل الجامعة العربية مناقشة الأحداث الآنية في السودان واليمن والسعي لإنهاء تلك لازمات السياسية العالقة، ولم تفوت قمة جدة النظر في حرب أوكرانيا وروسيا والتوسط لإنهاء الحرب عاجلاً، وقرار جدة يؤكد بأهمية الحوار مع الغرب في عودة سوريا لمكانها الطبيعي في دول المجلس وعندما يولي العالم اهتمامه بقمة جدة ويتناقل الإعلام الأوروبي عبر وسائله المتنوعة أحداث القمة فهذا دليل واضح بالغ الأهمية عَلَى نجاح القمة ومتابعة التطورات بشكل دوري، وجميعنا يعلم بأن قضايا المنطقة تحتاج لوقفة جادة وصادقة من رؤساء الدول والعمل الدؤوب لتخفيف الأزمات والحد من الكوارث الطبيعية ومحاربة الفساد والفقر لينعم المواطن العربي بالأمن والأمان والاستقرار في دولهم دون التدخلات الخارجية في شؤونهم الداخلية. وهذه الأماني هي حق مشروع وحلمٌ لكل مواطن عربي فالإنسان يبقى محور الحدث، وأخيراً نبارك قمة جدة التي حققت أهدافها بالتوافق قبل انعقادها وما بعد، وقرارات القمة المتمثلة في اثني عشر بنداً كفيلة لتحقيق الأهداف المنشودة التي يتطلع إليها الجميع.