محمد الخيبري
مع اقتراب نهاية موسمنا الكروي ومع احتدام المنافسة بين فرق الصدارة والقاع وسط تباين المستويات الفنية بين نجوم الفرق نظراً لطول مدة الموسم وكثرة مبارياته وتنوع مسابقاته.. ظهرت على السطح الرياضي «ظاهرة» خطيرة جداً نظراً لتداولها بشكل موسّع على المستوى الأكاديمي والإعلامي..
على الرغم من انتشار هذه الظاهرة بين أغلب الجماهير الرياضية وإن كانت يتم تداولها على «مضض» ودائماً مايكون تداولها محصوراً في زوايا ضيقة جداً نظراً لافتقادها للأدلة الدامغة في غالب الأحيان وافتقادها للدقة والمصداقية أيضاً..
هذه الظاهرة التي تصنف بأنها ظاهرة «دخيلة» على مجتمعاتنا الرياضية والثقافية والاجتماعية قد تذهب بعيداً بالمنافسة الشريفة لأقرب «الطرق المنحدرة» ومن ثم للهاوية الرياضية والتي قد تعصف بأحلام وتطلعات الشارع الرياضي السعودي والذي قد يؤثر سلباً على سمعة رياضتنا على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي ..
«الفساد الرياضي» تم تداول هذه العبارة مؤخراً بشكل متهور إعلامياً مما فتح باب التأويل على المستوى الجماهيري الذي «راح يركض» لتقليب الملفات القديمة والحديثة محاولاً إيجاد أي دليل يثبت بعض القضايا التي تصنف جماهيرياً بأنها قضايا «فساد رياضي» تضرر منه النادي الذي يميل له وينتمي لتشجيعه ..
الحراك الإعلامي باتجاه هذه الظاهرة حتماً لايخدم رياضتنا بشيء وإنما سيزيد من حدة التوتر بين الجماهير الرياضية التي نال منها التعصب لأنديتها وتحكم بتوجهاتها وعاطفتها..
تغليب المصلحة العامة يكون بالتحرك الجماعي «لقمع» هذا التوجه وتحجيم انتشاره على الأقل إعلامياً..
تكاتف الجهود بداية من الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بالتعاون مع رابطة دوري المحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم تحت مظلتي وزارة الرياضة ووزارة الإعلام إلى الانتهاء عند جهات الاختصاص حراك أصبح من الأولويات الحتمية لإيقاف المساس بسمعة رياضتنا وخدش شرف المنافسات الرياضية فيها والحفاظ على كرامة العاملين والمسؤولين الرياضيين..
إضافة إلى ذلك فإن التعامل بشفافية مقننة يحد من التجاوزات على كافة الأصعدة ويساعد في تغيير مسار السلوك الجماهيري الذي أصبح أكثر وعياً وإداراكاً وثقافة ..
سن القوانين والعقوبات من الحلول الجذرية التي تساعد على التوازن خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي ذات سقف الحرية العالي جداً والأكثر صخباً والأرض الخصبة للانفلات والتجاوزات..
«حقيقة.. الفساد الرياضي» من غير المنطقي تداولها كقضية رأي عام متاح للجميع إبداء الآراء فيها لأنها في الغالب تكون قضايا شخصية يتكفل القانون والنظام بحفظ كرامة مرتكب جريمة الفساد إن وجدت مع الأخذ بعين الاعتبار أسباب وحيثيات القضية..
وأيضاً قضايا الفساد بشكل عام تؤخذ في بداياتها من الجانب الإنساني الاجتماعي لوجود ضحايا لاذنب لهم بتلك القضايا..
ومن هذا المنطلق يجب أن يكون دور الإعلام الرياضي توعوياً بالدرجة الأولى لأنه بالأساس واجهة وقدوة للجماهير الرياضية ومن أكبر وأهم العوامل المؤثرة بالشارع الرياضي..
قشعريرة..
الجماهير هم «رأس مال الأندية» ولنماء هذا المال وجني أرباحه يجب أن نحافظ عليه وننفقه بما يرضي الله..
الرسائل الإعلامية للجماهير يجب أن تصدر من قلب الحقيقة والمصداقية ..