عطية محمد عطية عقيلان
كانت أفلام الخيال العلمي والتي تتحدث عن الريبوتات وبعد خروجها عن السيطرة تتحول إلى وحش مدمر قاتل، وتعتبر أنها من وحي الخيال العلمي، ولكنها في عصر التطور التكنلوجي والذكاء الاصطناعي والمنافسة بين الشركات التكنولوجية الكبرى، أصبحت واقعاً نشاهده ونسمع عنه، ابتداءً من وسائل التواصل الاجتماعي وانكشاف مستخدميه وعاداتهم وتوقع سلوكهم وما يبحثون عنه، وتمكنها من التجسس والوصول إلى معلوماتهم واستغلالها حسب مصالحهم، لا سيما أن الذكاء الاصطناعي يشهد ثورة وتطوراً سريعاً، وكانت استقالة الأب الروحي للذكاء الاصطناعي جيفري هنتون من شركة قوقل، صادمة، لأنه برر استقالته بسبب المخاطر المتزايدة في التطوير في هذا المجال وخطره على البشرية مستقبلاً، بل صرح بأنه نادم على عمله، وطالب بعمل تشريعات واتفاقيات من أجل حماية البشرية من خطر «الذكاء الاصطناعي» لأنه قد يصبح أكثر ذكاءً منا ويصعب بعد ذلك السيطرة عليه، وذكر في مقابلة تلفزيونية مع شبكة CNN بأن الذكاء الاصطناعي قد يقتل البشرية، ولخطورة ذلك قامت شركة سامسونج بمنع قسم من موظفيها من استخدام الذكاء الاصطناعي على أجهزتها وبررت ذلك بالقلق من وصول المعلومات إلى خوادم خارجية لا يمكن استردادها أو حذفها، وقد قال الون ماسك بأن الذكاء الاصطناعي أخطر بكثير من الأسلحة النووية، لذا لا بد أن توضع تشريعات وقوانين ورقابة عليها أسوة بالغذاء والدواء والطيران، لتبقى تحت السيطرة.
كذلك للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على حياة الفرد، فمن الناحية الإيجابية سهّل حياته بإنجاز الكثير من المهام بسرعة ودقة، وساعده في الحصول على المعلومات والقيام بالمهام والخدمات، وأصبحت جزءاً مهماً في حياته، ولكن للذكاء الاصطناعي جوانب سلبية على الأفراد، سواء من خلال تعرضهم للابتزاز كما حدث مع الأمريكية من ولاية أريزونا بري دي ستيفانو ذات الـ 15 عاماً، حيث تلقت والدتها اتصالاً من خاطفين لابنتها يطالبون بفدية واستخدموا الذكاء الاصطناعي لمحاكاة صوت ابنتها، ولكنها بلغت السلطات ووجدت ابنتها في أمان ولم تتعرض للخطف، ولكن لن يتوقف استغلال ذلك، مع سهولة الوصول للمراهقين عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي وتسجيل أصواتهم ومعرفة وضعهم وتحركاتهم ومن ثم محاكاتها، كذلك من آثاره السلبية مساعدته في الاحتيال على الضحايا وسحب أرصدتهم المالية أو استخدام بطاقاتهم المصرفية، بعد وصول المحتالين إلى معلوماتهم الشخصية مستفيدين من الذكاء الاصطناعي، ولم يسلم أحد منها سواء بوصول الرسائل الإلكتروني أو التواصل المباشر، مستخدمين التطور التكنلوجي والذكاء الاصطناعي باختراق بياناتهم ومن ثم استغلالهما، كذلك وصل إلى التأثير في مجالات مختلفة كان الإنسان ينفرد بها، مثل الجوانب الفنية والفكرية والإبداعية، وأصبح ينافسه ويتفوق عليه، فقد فاز المصور بوريس إلدغسون بجائزة سوني العالمية للتصوير الفوتوغرافي لعام 2023م، عن صورته «الذاكرة الزائفة الكهربائية»، ولم يقبل الجائزة لأنه أنشأها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقال إنه لا يعتبرها تصويراً، وبرر سبب مشاركته فيها، لمعرفة مدى تهيئة المسابقة بوجود صور الذكاء الاصطناعي، واكتشافها. والخلاصة لنا كأفراد عند التعامل مع مختلف منصات التواصل الاجتماعي بوجود الذكاء الاصطناعي، لا بد من الحرص والتنبه على طرق الاختراق والاحتيال الجديدة والتعامل معها بحذر حتى لا نصبح ضحاياه.
خاتمة طريفة: قدرة الريبوتات على محاكاة الإنسان بطريقة مثالية، أدى إلى وصول طلبات زواج للريبوتات النسائية والرغبة في الارتباط بهن، وكانت أكثر الأسئلة التي توجه لهذه الريبوتات هو حول الزواج والارتباط.