لا نشكو لا نبكي، لا نتحسر، بل نستذكر نبع الألم الأول، ونجدد رهبة القسم الأول، بأن النسيان تحت أي ذريعة هو أبشع أنواع الكفر، وأن الفلسطيني مأمور من قدسية وجعه الأول أن يظل دائماً أقوى من اللحظة الراهنة، مهما كانت اللحظة مخنوقة ومهما كانت الحسابات محبطة، فإن رؤية الفلسطيني تمتد هناك إلى الأبعد، لأنه قادم من رحم الغيب ومن رحم الحقيقة، أنه يتكون من سر استمرار الصمود واستمرار الجهد والمحاولة، أنه صاعد في نديته للمستحيل... حتى يتحقق ما يريد وما يعتقده البعض مستحيلاً..
الفلسطيني يقرأ الواقع ويتعامل معه بذكاء ليطوعه ولا يستسلم له، يبني نفسه وذاته، يتفاعل مع محيطه ومع العالم بإيجابية عالية، فهو يعطي قبل أن يأخذ، تلك صفته النبيلة، عينه دائماً على المستقبل، حتى تحقيق أهدافه العليا وغاياته السامية في حق العودة إلى وطنه وانتزاع حقه في الحرية والمساواة وتقرير المصير..