عثمان بن حمد أباالخيل
طريق الندم وعر وصعب ومحاط بشوك وخز الضمير لمن يملكونه، طريق تقف عند مفترق طريقين، هذا طريق الندم والخزي حيال ضرر تسبب في إيذاء إنسان، وهذا طريق الندم بسبب تقديم خدمة إنسانية لإنسان لا يستحق، وكلا الطريقين بسبب التسرع وعدم تحكيم العقل.
للندم عنوان واحد وهو تعبير عاطفي لإحساس الشخص بالذنب بعد ارتكابه لفعل اعتبره الإنسان عارًا أو خطأ، ويرتبط الندم بشكل وثيق بالاستياء. كثيراً ما يكون الندم نتيجة لتأنيب الضمير، من الطبيعي أن تحدث أشياء لا نتوقعها، كأن نتعرض لموقف مع الآخرين يسبب لنا رد فعل عنيف، فنتصرف بتلقائية وعفوية بدون تفكير، ثم نعود ونلوم أنفسنا، لأننا تصرفنا بطريقة غير لائقة أو تكون شهماً فتمد يد العون والمساعدة فتندم بعد ذلك.
(الندم لا يقتصر على التصرفات الخاطئة، فكثيراً ما نشعر بالندم على تصرفات صحيحة) جورج برنارد شو.
الإنسان في هذا العالم ليس معصوما من الخطأ، سوف يرتكب الأخطاء دائما الكبير منها والصغير بأسباب وبغير أسباب، وهذه طبيعة خلقها الله وقدرها علينا، علينا ألا نقسو على أنفسنا كثيرا ونلتمس لها الأعذار، ثم نتحمل مسؤولية أخطائنا كاملة ولكن ليس لنشعر بالندم بل لنتذكر دائما أنك مجرد إنسان يعيش ليتعلم. للأسف اقولها وبحرقة، أكثر الناس عرضة للشعور بالندم الأشخاص المندفعين في قراراتهم وحكمهم على الآخرين ولاندفاع وراء عواطفهم. حين نقع في فخ الندم علينا أن نخفف الشعور بالندم وعلينا أن نعترف بأخطائنا أمام أنفسنا قبل الآخرين، وهذا يخفف من تأنيب الضمير وهذا أمر جيد، إذا كان الاعتراف يقع تحت بند تأنيب الذات.
أستاذ علم النفس بجامعة كولورادو الأمريكية يقول: إن التصالح مع النفس يساعد في التخلص من الندم، ويكون ذلك عبر التحدث مع الذات ومنحها نصائح جيدة كأنها صديق يتم تقديم نصائح له لتخطي المواقف السيئة التي تعرض لها، وهذا مع الوقت يساعد في تقليل الشعور بالندم. أرى أنّ توقف عن الاعتقاد بأن الوقت قد فات لتعديل أخطائك، تعديل الخطأ لا يحتاج سوى لعزم من قبل الإنسان وشجاعة الاعتذار من الإنسان المتضرر أو الشجاعة للاعتذار من نفسك لقناعها بتقديم عون لمن لا يستحقها.
العقبة التي تواجه البعض حين يكون الإنسان المتضرر تحت الثرى ما عليك سوى الاستغفار والندم على الاذية. لا يمكن أن يستقيم حال الإنسان ما لم يرفع الراية البيضاء ويندم ما بعده ندم.
(من مراتب الغباء: إطالة الندم على شيء فات وانتهى) وليم شكسبير.
قال لقمان لابنه: يا بني، قد ندمت على الكلام، ولم أندم على الصمت. إنها نصيحة لا تضعون أنفسكم في موقف تندمون عليه في المستقبل واحرص أن تعرف أين تقفون ممن هم حولكم فالحياة لا تسامح من لا يندم إلا ذلك الإنسان الذي مات ضميره.
همسة: (الندم يلاحقني عقوداً كثيرة، والندم ليس عيباً بل باب يدخلك للتصالح مع نفسك).