إبراهيم بن سعد الماجد
نردد كثيراً مقولة عبدالله القصيمي.. العرب ظاهرة صوتية، وترمز فيما ترمز إليه إلى أن العرب أقوالهم أكثر من أفعالهم، وهذه حقيقة قد تكون مؤكدة خاصة في القرون المتأخرة، فكم سمعنا وسمعنا من وعود ووعيد، وزمجرة وتهديد، ولكنها ذهبت أدراج الرياح، ولكننا مع الأمير محمد بن سلمان أمام العمل والفعل والإنجاز قبل الكلام.
في هذه المقالة أجد نفسي في حيرة عن ماذا أكتب؟ وماذا أقول؟ هل في الشأن الداخلي، وهذه النهضة الاقتصادية تجارياً وصناعياً وبيئياً؟ أم عن الشأن الخليجي والعربي، وهذه الجهود المتواصلة لتوحيد الصفوف وجمع الكلمة؟ أم عن الشأن العالمي وهذه التحركات لدحر كل مامن شأنه الهيمنة القطبية، وهذا التجاهل المقيت لأمتنا العربية والإسلامية من القوى الغربية؟
حقيقة الكتابة عن المنجز السعودي بقيادة الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - من الصعوبة بمكان، كون ما نكتب عنه متجدداً باليوم والساعة، وكونه في كثير من تفاصيله يفوق تخيل الإنسان، فربما تُكذب إذا كتبت، من بعض ممن هم بعيدون عن المشهد، كون هذه الإنجازات كانت شبه مستحيلة.
دعوني أتكلم وأستشهد بالحدث الأقرب، ألا وهو - قمة جدة - وماذا قال سموه:
(نؤكد لدول الجوار، وللأصدقاء في الغرب والشرق، أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات، ويكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية).
هذا الكلام ليس إنشائياً، وليس للاستهلاك الإعلامي، فنحن كسعوديين نعلم أن مايقوله سموه هو مايعتقده، وهو مايعمل على إنجازه اليوم قبل الغد، ولذا تجد الشعب السعودي يتناغم مع مقولات سموه كونها أفعالاً سنشاهدها على أرض الواقع حقيقة ماثلة.
وبنظرة القائد الشامل الملهم لأمته يقول:
(وطننا العربي يملك من المقومات الحضارية والثقافية، والموارد البشرية والطبيعية، ما يؤهله لتبوء مكانة متقدمة وقيادية، وتحقيق نهضة شاملة لدولنا وشعوبنا في جميع المجالات).
وإنني متأكد بأن هذه العبارات، لم يقلها سموه هكذا، بل إن أجندة متكاملة على مكتب سموه لتحقيق هذه المكانة للأمة العربية، وإن بوادر ذلك ظاهرة للعيان.
في نظرات سموه لمستقبل الوطن والأمة العربية والإسلامية ما يبعث على الاطمئنان، ويؤكد على أن سموه قائد نهضة الأمة العربية والإسلامية بدون منازع، فما يملكه سموه من حكمة وجسارة وشجاعة، جعل كل المنصفين يدينون له بالفضل، ويؤكدون له بالزعامة.
وبعيداً عن قمة جدة، كان حدث الأمس (ريانة وعلي) وريادة الفضاء، فبعد غزونا للفضاء عام 1985 نحن اليوم نغزوه بكل ثقة وعزيمة وإصرار، وكل هذا يأتي بالدعم اللامحدود من قبل خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - والإشراف المباشر من قبل سمو ولي العهد، وقد قلت بأن ما صدر من تشريعات وتنظيمات في المؤسسات المعنية بالفضاء والبحوث والدراسات، سيكون له ما وراءه من إنجازات رائدة عالمياً وليس محلياً فقط، وقد صار.
بالأمس كنت في منتدى الذكاء الاصطناعي الذي أقامته جامعة حائل والتقيت برئيس الجامعة ونائب ساديا الدكتور مشاري المشاري، واستمعت منهما ومن أعضاء الكليات المعنية هذه الطفرة المعرفية في مجال الذكاء الاصطناعي، وما أكده الدكتور المشاري بأن سدايا تدعم كل القطاعات لتحقق الريادة السعودية التي يطمح لها سمو ولي العهد.
حقيقة كان لهذا المنتدى صوتٌ مختلفٌ كونه جاء من واقع تمارسه جامعة حائل بكل ثقة، مما يؤهلها بأن تكون إحدى الجهات الرائدة في هذا المجال، ولتكون مركزاً للريادة والابتكار في هذا المجال تحديداً.
حقيقة سمو ولي العهد شتت أفكار كل كاتب، فلم نعد نستطيع مواكبة أطروحاته، ومشاريعه، وكلماته، فصرنا نجمل القول، مشاركة لا تحليلاً ولا قراءة.
حفظ الله الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وبهمة ولي عهده الأمين محمد الإنجاز والقيادة والريادة والزعامة.