يمثل القطاع اللوجستي ركيزة أساسية للتطور والنهضة، ويسهم بفعالية في تعزيز التنويع الاقتصادي الذي يتسم بالتجدد والاستدامة والتنافسية، وهو ما يحقق رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه، كمحور رئيس في مجال الربط البحري والجوي والخدمات اللوجستية، والذي يُعد أمراً حيوياً لتعزيز تدفق التجارة الدولية. فاعتمدت منهجية التطوير المستمر للبنية التحتية لجذب عدد هائل من الاستثمارات المباشرة، وتكتسب المملكة العربية السعودية ميزة استراتيجية وذلك بدعم من موقعها الجغرافي الذي يمكن مليارات البشر من الوصول لها ومن خلالها في غضون ساعات قليلة بكفاءة وسلامة وفخامة مميزة، مستمرة من خلال العديد من الموانئ والمطارات والمنافذ الحيوية، فهناك 5 مليارات شخص يستطيعون الطيران في غضون 8 ساعات من خلال الرحلات الجوية وهو ما يعزز موقفها لتصدر قطاع الخدمات اللوجستية وتبوؤ المراتب المتقدمة عالمياً.
الشحن الجوي والدعم اللوجستي مما لا شك فيه أن الطيران عامل حيوي ورئيس في العمليات اللوجستية حيث إنه الأسرع إضافة إلى قدرته على الحركة والشمولية وتكلفته خاصة أن موقعنا والرابط الزمني بين العالم ومركز العالم تشكل قاعدة مركزية هائلة فيما يخص الزمن والسرعة والطقس، يشهد قطاع الخدمات اللوجستية في مطارات المملكة قفزات نوعية وتطورات تنموية متسارعة، مستفيدة من الأهداف التي وضعت للقطاع إستراتيجية الطيران المدني المنبثقة من الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تستهدف تمكين الشحن الجوي ومضاعفة طاقته الاستيعابية، حيث تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بالعديد من المبادرات التي تسهم في تطوير منظومة الشحن الجوي في المملكة وتحرير خدماته لمنح القطاع اللوجستي المرونة والأدوات والإرشاد اللازمة لزيادة طاقته الاستيعابية إلى 4.5 ملايين طن من البضائع بحلول العام 2030م للاستفادة من هذا المحرك القوي، اضافة إلى تحفيز المشغلين المحليين بقدرتهم وطاقتهم الهائلة في امتصاص السيولة المتوافرة بالوزن وتدويرها في كل عملية تشغيلية بكفاءة وسلاسة وسلامة، مما يساعد ايضا بالوصول إلى اعداد مسافرين أكبر عبر اشراك القطاع اللوجستي الحيوي، فهي عملية تعزيز ومساندة مشتركة بين الجماد والإنسان ركائزها الأساسية السرعة والقدرة والزمن، لتسهيل امتصاص الفرص وتوزيع الأدوات والممارسات المستقبلية المتقدمة بالاضافة إلى تمكين القطاعات المختلفة، إضافة إلى أن لكل رحلة جوية سعة استعابية عالية قد تصل إلى 5000 كيلو جوي تقديري على الأقل للطائرات ضيقة البدن وأكثر على المتوسط والعريضة، مما ينعكس على المردود الكلي بالإيجاب والترحيب والابتكار والتحليق إلى نقاط أبعد، وفي ظل التحول الكبير الذي يحدثه التقدم التكنولوجي في قطاع الخدمات اللوجستية، نستنبط في العمل على تلبية النقص في المهارات من خلال الاعتماد على الاستراتيجيات التي تهتم بالإنسان أولاً، إلى جانب استخدام تقنيات مثل الروبوتات التي تسهم في تحسين مهارات أعضاء الفريق وتدريبهم على الاستفادة من هذه المنصات لصالحهم، إضافة إلى تعزيز وتسريع العمليات الرقمية، الخدمات اللوجستية باعتبار أن الشحن الجوي وسيلة سريعة وفعالة لنقل البضائع.
تنقل الخطوط الجوية العالمية أكثر من 52 مليون طن متري من البضائع سنويًا، وهو ما يمثل أكثر من 35 في المائة من التجارة العالمية من حيث القيمة ولكن أقل من 1 في المائة من التجارة العالمية من حيث الحجم.
وهذا يعادل 6.8 تريليون دولار من البضائع سنويًا، أو ما قيمته 18.6 مليار دولار من البضائع كل يوم، مما ينتج عنه عملية تبلور للمركبات والأدوات ونتيجتها الكثافة، للانطلاق لمسافات سريعة وآمنة وينتج عنه تدفق غزير في الخدمة المقدمة، التحليق بالسماء للمسافات الطويلة والمتوسطة والقصيرة على السعة المتبقية من كل رحلة، الإبحار للمسافات والكميات البعيدة والكبيرة، المركبات للقصيرة والمتجددة.
بالاضافة إلى عزم دولتنا المملكة العربية السعودية الغالية بقيادتنا الحكيمة حفظها الله ورعاها، للتحول إلى محور لوجستي رائد في المنطقة الذي يرتكز على ثقلها الاقتصادي وموقعها الجغرافي المتميز الذي منّ الله علينا به لنكون رائدين في كافة المجالات لما فيه فائدة لوطنا الغالي، الحقبة المليئة بالفرص والمكتسبات القيمة التي تصب من مسارات الخير من خلال وزارة النقل ومعالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر حفظه الله برسم وتخطيط وتمكين واتقان لتحقيق المزيد بخطى قوية في ظل رؤية مستقبلية متكاملة. ونحتفي اليوم بتحقيق المملكة العربية السعودية إنجازاً جديداً في منظومة النقل والخدمات اللوجستية بعد أن قفزت 17 مرتبة عالمياً في المؤشر اللوجستي الصادر عن البنك الدولي، إضافة إلى تصدر المملكة عالمياً في قطاع الموانئ، إذ احتلت المملكة المرتبة الأولى والثامنة دولياً لأكثر موانئ العالم كفاءةً في الأداء التشغيلي، مما يعزز من مكانة المملكة على الخريطة البحرية العالمية.
بالاضافة إلى العديد من المبادرات القيمة التي تمهد الطريق أمام القطاع البحري واللوجستي والطيران إلى الريادة العالمية، وترسخ مكانة دولتنا الغالية مركزاً رئيسياً لحركة النقل الجوي والنشاط اللوجستي بخطوط ربط كثيفة عميقة ومتوهجة، في ترجمة عملية لرؤية القيادة الرشيدة حفظها الله في بناء المستقبل التي تضمن استمرار الرخاء والازدهار والتنمية، وتعزيز مساهمة القطاع اللوجستي في الناتج المحلي لجيل وأجيال محفوفة بالخير في مملكتنا الحبيبة الغالية.