عبده الأسمري
تقتضي طبيعة الحياة مرور الإنسان بمنعطفات تفرضها محطات «العمر» وتجارب «العبر» وتتماثل في صورة مدارات «حاضرة» أو متاهات «غائبة» فتتباين «الموازين» في «مشاهد» من الصواب والخطأ وفق طريقة «التفكير» ونوعية «التدبير».
يأتي «السلوك» الإنساني ليعكس واقع الفكر ووقع التفكر من خلال التعامل مع «المتغيرات» المختلفة وتتحكم في ذلك «جملة» من السمات الشخصية التي تؤكد وجود «الفروق» الفردية بين البشر والذين تتباين تصرفاتهم وفق طرق ونوع الاستجابة للمؤثرات المختلفة. عندما تتجه للطريق الصحيح وحينما تتخذ القرار الصائب فقد نجحت في «الامتثال» إلى صوت عقلك وصدى فكرك وهذا أمر قدره الله لك وأكرمك بإنجازه ولو عدلت على «المسار» المفترض رغم اجتهادك فهو أقل ضرراً من أن تسلم «تفكيرك» لغيرك أو أن توجه استشارتك إلى أشخاص لا يملكون «الفكر» لأعانتك مما يتسبب في حدوث «الخلل» الحتمي لأنك خرجت من «دائرة» ذاتك إلى «مساحات» غيرك في أمور لا تحتمل «الاجتهادات» ولا تقبل «أنصاف الحلول».
نرى يومياً مئات «الحمقى» في وسائل التواصل الاجتماعي والذين يوزعون «محتوى» الغباء ببذخ في «فضاء» مفتوح خارج قيود الانضباط مما أوجد لدينا «خللاً» كبيراً في تداعيات التلقي وأظهر سوءات «الانتماء» من صبية وجاهلين ومراهقين إلى مجاميع الساذجين في «ظاهرة» أثبتت لدينا مفعول «العقل» وبرهنت أن التفاهة «صناعة» ناشئة من الخلل الفكري و»صياغة مركبة من الاختلال العقلي» لا تحتاج سوى إلى «مروجين» للسفه و»مسوقين» للعتة.
يسهم الاعتدال في ضبط «موازين» الأفكار ويسهم في خلق أجواء من «الصواب» المعتمد على «الحق» والمتعامد على «المنطق» الأمر الذي يرتقي بالإنسان إلى «مصاف» الرضا عن النفس والتصالح مع الذات ضمن «سلوك» قويم مشفوع بالرقي ومدفوع بالعقل وهذا ما يصنع «الفرق» بين شخصية متزنة وأخرى مختلة ويبرهن «الفارق» بين أنموذج معتدل وآخر معتل.
عندما يعتمد «المسؤول» على ميزان «الاعتدال» في التخطيط والتنفيذ ويجيد أختيار «المستشارين» الأوفياء والمؤتمنين لإعانته في «صلاحيات» القرار و»مصالح» الرأي فإن قطاعه سوف ينجح وفق الأسس الراسخة من «الاعتماد» على منهجية «التوازن» والتعامل مع المرؤوسين وفق موضوعية «الأمانة» والارتقاء بالعمل وفق منظومة «المكانة» وتغليب صوت «التعاون» وتغييب معول «الأنا» والنظر إلى «المستفيدين» كشهود برهان على تلك «الموازنة» العملية بين المعطيات والمنجزات.
تأتي «الأخطاء» و»التجاوزات» كنتائج حتمية لانقلاب «موازين» الامتثال للعقل ومصادرة «الاعتدال» فتتجلى «غلبة» الاختلال وتتشكل «مغبة» الخلل مما يؤكد أهمية وضع «الموازين» الكفيلة بتحييد «الذاتية» وتسيد «الموضوعية» وعلو «قيمة» التفكير وسمو «همة» التدبير.
في ظل التصادم مع التغير والاصطدام مع التغيير والمضي في «دروب» جديدة أو «مسارات» متجددة أو «مدارات» مستجدة على الإنسان أن يخضع مجريات «الأمور» ومعطيات «المراحل» إلى «موازين» التبصر والانتهال من «رصيد» خبرات النفس والنهل من «مخزون» تجارب الغير حتى تتشكل «المشاهد» بوضوح مع ضرورة التركيز على الاعتدال حين «التفكر» والامتثال عند «القرار». ما بين الاعتدال والاختلال ثمة اتجاهات وأبعاد تتراوح ما بين مضامين «الوعي» وميادين «السعي» وفيها يكون العقل هو «الفيصل» في اتخاذ القرار «الفصل» في فصول حياة تكتب عناوينها من «تفاصيل» المدارك ومن «تفصيلات» المسالك. على الإنسان أن يستفيد من كل «المحطات» التي مر بها وعليه أن يعي جيداً أن الحياة «جملة» من الصراعات وأن «العمر» مكتظ بالأمور الواقعة في «حيز» الخفاء وأن الماضي منطلق للحاضر الذي يعتبر بوابة للمستقبل ولذلك فإنه أمام موجات من «التنبؤات» يرى فيها «المعطيات» ويقيس من خلالها «المؤشرات» حتى يوجه بوصلة الغد قبلة «الاعتدال» والذي يسهم في رفع مستوى «الوقاية» من الخلل والظفر بالأهداف الكفيلة بصناعة «النجاح» والخروج من «قوالب» الفشل.