د.عبدالعزيز الجار الله
يمكن اعتبار القمة العربية (قمة جدة 32) التي استضافتها المملكة الجمعة الماضية 19 مايو 2023 اعتبارها:
- قمة (الرؤية العربية 2030).
- وقمة (الرؤية العربية 2040) بعودة العرب للعرب.
لتأتي القمة بعد نهاية مرحلة ثورات الربيع العربي 2010، وما تلاها من دخول القوى العظمى الخمس في صراعين:
الأول الحرب الروسية الأوكرانية فبراير 2022، حرب روسيا ضد أوروبا وأمريكا حلف الناتو، والحرب الثانية القادمة، حيث يشهد العالم (عسكرة آسيا والمحيط الهادئ) وقد ظهرت بعض إرهاصاتها العسكرية حرب تايوان القادمة صراع ما بين الصين، وبين أمريكا وأوروبا حلف الناتو. ونتيجة لهذه التطورات المتسارعة تراجعت أهمية الحروب والصراعات في الشرق الأوسط ليصبح الاهتمام العالمي بالقضايا العربية أقل.
فقد جاء في «إعلان قمة جدة» في ختام أعمال الدورة العادية 32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الذي عقد برئاسة سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، جاءت قراراته بالإجماع، (11) قراراً على شكل مجموعتين الأولى من (1-6) تتعلق بالجانب السياسي، أما الثانية فيمكن قراءة قراراتها من (7 وحتى 11) على أنها استلهام لتجربة السعودية التي أعلنت في إبريل 2016 (الرؤية السعودية 2030) وهي اليوم تحقق نجاحاً كبيراً تضع السعودية في مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية (مرحلة ما بعد النفط) وفتح مجال الاستثمار مع العالم، هذه التجربة الناجحة شجعت العرب في قمة جدة 32 على إصدار قرارات تنمية الوطن العربي مع الثوابت السياسية في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والسودان، وقد تأكد للعرب أن المنطقة العربية لا تحتاج إلى مزيد من الحروب، بل ما يحتاجه العرب اليوم هو التنمية الاقتصادية والحضارية لبلدانهم وشعوبهم.
قرارات التنمية العربية من 7 - 11
وهي على النحو التالي:
7 - تؤكد القمة على أن التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والعيش بسلام، حقوق أصيلة للمواطن العربي، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها، ومكافحة الجريمة والفساد بحزم وعلى المستويات كافة، وحشد الطاقات والقدرات لصناعة مستقبل قائم على الإبداع والابتكار ومواكبة التطورات المختلفة.
8 - نؤمن بأن الرؤى والخطط القائمة على استثمار الموارد والفرص، ومعالجة التحديات، قادرة على توطين التنمية وتفعيل الإمكانات المتوفرة، واستثمار التقنية من أجل تحقيق نهضة عربية صناعية وزراعية شاملة تتكامل في تشييدها قدرات دولنا، مما يتطلب منا ترسيخ تضامننا وتعزيز ترابطنا ووحدتنا لتحقيق طموحات وتطلعات شعوبنا العربية.