سهام القحطاني
«ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء بما يحقق مصالح شعوبنا ولن نسمح بأن تتحول منطقتنا ميداناً للصراعات»
كلمة ولي العهد محمد بن سلمان في قمة جدة 32
في زمن «السوشيال ميديا» لا صوت يعلو فوق صوت الإعلام، فهو صوت التاريخ والحاضر والمستقبل، صوت التنوير والإنجاز والنهضة، صوت الوعي والتثقيف والمعرفة.
فالأمم القوية تقاس بإعلامها نظرية بدأت مع الشعر وتتوج اليوم في زمن السوشيال ميديا، وستظل مدى الدهر؛ لأن الصوت والصورة هما عينا الإعلام.
ففي تنافس ثورة الاتصالات يتحول الإعلام إلى قوة ناعمة تُعبر عن إنجازات ال شعوب ورفعها لمنصات التنافس، فالإعلام ليس «أن تعرف أولاً» بل هو أيضاً استثمار ثقافي وسياحي وفكري؛ باعتباره ممثل الجذب والاستقطاب بالصوت والصورة.
وبذلك يصبح مقياس القوة ها هنا مقياس توازني؛ فقوة الإعلام هو مؤشر لقوة المجتمعات فهما منظومة تكاملية وليسا مسارين متناظرين.
وفي التحديات الكبرى تظهر قوة الأشياء، هذه القيمة التي نطلقها اليوم على الإعلام السعودي الذي تألق في قمة جدة 32 أمام كل مستويات الإعلام العربية والعالمية التي جاءت لتغطية هذه القمة الكبرى في دولة عظمى.
واليوم نستطيع أن نفتخر بالإعلام السعودي من خلال «واحة جدة للإعلام» هذا الإنجاز القيّم الذي يدّل على الإمكانيات المتكاملة التي يحظى بها الإعلام السعودي كواجهة حضارية للقفزات التنموية والفكرية والسياسية التي تحظى بها السعودية العظمى في هذا العهد المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله وأدام تألقهما.
وواحة الإعلام في جدة هي منطقة مخصصة لتغطية أعمال القمة 32 في جدة، من خلال 4 استوديوهات تلفزيونية وإذاعية، وشاشات بث لأحداث القمة، ومنطقة للنشر والتحرير.
وتهدف إلى تقديم الخدمات الإعلامية اللازمة لتلك التغطية بمرفقاتها المختلفة، وتحتوي على معرض لرصد التحولات الكبرى التي تشهدها السعودية من خلال المشاريع الوطنية تُصاحبه عروض مرئية لتلك التحولات والمشاريع الوطنية التي أبهرت العالم.
وهذا التألق للإعلام السعودي في قمة جدة هو دليل على أن المسؤول كلما كان قادماً من أرض الحدث أنجز وأبدع.
لقد أثبت معالي الأستاذ سلمان الدوسري وزير الإعلام في مدة قصيرة قدرته على إحداث العلامة الفارقة التي ننظر إليها اليوم كشاهد إثبات من خلال واحدة جدة للإعلام.
لا ينكر أحد أن الإعلام السعودي كان الحلقة الأضعف في المنظومة النهضوية للمجتمع، وقد يكون لذلك أسباب منها وأهمها؛ غياب الفلسفة التنافسية العالمية في مجال ثورة الإعلام.
لكن الأمر اختلف في عهد معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، وهذا الاختلاف يعود إلى كونه من جيل السوشيال ميديا وبذلك يملك الوعي كيف يمكن أن يكون الإعلام في مسار صفة هذا الزمن، إضافة إلى خبرته المحلية والعربية وتنوع تجاربه الإعلامية وهو تنوع منحه رؤية تنافسية، هذه الرؤية التي لا تعني أن أكون أفضل بالنسبة لي، بل أن أكون أفضل بالنسبة للآخرين، وهو مبدأ بنيت عليه رؤية 2030 النهضوية في كافة المجالات.
إن مسؤولية الإعلام السعودي مسؤولية كبرى ليس فقط بسبب التحديات التي تحيطه من كل جانب بأثر التنافسية العالمية في هذا المجال والتطورات المتلاحقة من خلال مرفقاته وتطبيقاته فقط، ولا بسبب الآثار الجانبية للرؤية التقليدية التي ما زالت تتشبث بأطرافه فقط، بل وهو الأهم لأنه صوت دولة عظمى، وهذا الصوت يجب أن يتساوى في قيمة تلك الصفة، لأنه مرآة لهذه الدولة بالصوت والصورة، ولذا يجب أن يبقى ظل التطابق حاضراً.
إن مسؤولية الإعلام السعودي اليوم كيف يُصبح رمانة الميزان لبقية مجالات المجتمع التعليم والثقافة والترفيه والسياحة التي تقفز كل يوم عشر مرات في مجال التنمية وهذا التحدي الأصعب من جانب، والجانب الآخر كيف يُصبح مؤهلاً للتنافسية العالمية.
لكن يبقى القول المفرح الذي شاهده العالم اليوم من خلال منطقة واحة الإعلام في جدة التي واكبت القمة العربية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله رجل السلام، بأن السعودية تملك إعلاماً قادراً على التنافس العالمي، وهكذا يكون الإنجاز عندما يستلم المقام من هو جدير به.
شكراً لهذا الإنجاز معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري.