صيغة الشمري
الكثير من أصحاب المال والأعمال يخشون الخسارة أو تقلبات السوق أو ظروف الحياة، الكثير من أصحاب الشركات الناجحة يخشون تسرب الموظفين المميزين تحت إغراء الشركات المنافسة، تشعر عندما تشاهدهم بأنهم موظفون عند أموالهم وليس أموالهم موظفة عندهم، رهاب وقلق تلاحظه على محياهم لا يستطيعون إخفاءه عن الأعين، إلا من اختار أن يكون قائداً حقيقياً لموظفيه، وضع نصب عينيه تحقيق المعنى الحقيقي لكلمة «أسرة العمل»، يؤمن أشد الإيمان بأن النجاح المستدام والحقيقي تحققه مجموعة العمل وليس فرداً واحداً، وضع مبدأً مثل الوشم على الجسد أن لا يضر موظفاً ولا يضيق على موظف في ما ينقصه من مهارة أو نقص مهني، وضع نفسه في مكان الأخ الأكبر لموظفيه، حتى أطلق شعاع الشغف في أعين الجميع وفي كل زاوية من زوايا المنشأة، تشاهد في ركن من الأركان شاباً منهمكاً في العمل بكل همة ونشاط وتعرف بأنه يكاد يصل ليوم كامل من العمل لتذهب دهشتك عندما تكتشف بأن مديره قد منحه نسبةً من أرباح الشركة التي يحققها، جميع من يعمل مع هذا الأخ الأكبر يشعر بالأمان الوظيفي وبالثقة تجاه ظروف الحياة، هذا الأخ الأكبر/ المدير/ القائد/ يدخر مبلغاً كل سنة من حسابه الخاص ليدعم بشكل سري أي موظف يتعرض لظرف يحتاج معه للمال، آخر هذه المواقف تبرعه بمبلغ لموظف القهوة بالشركة من أجل إجراء عملية جراحية لأمه، أغلب رجال الأعمال يعملون ليل نهار لزيادة رصيدهم من المال وهو يعمل ليل نهار ليزيد رصيده من إسعاد الآخرين، عندما تزوره في شركته العامرة ذات العلو الشاهق تضحك أعين موظفيه بهجة وفرحة عندما تنطق اسمه، كأنك تشاهد بيئة من أزمان تقرأ عن مثاليتها ولم تشاهدها، الشغف في الأعين لا يمكن تزييفه، البهجة على الوجوه لا يمكن اختلاقها، يعرفها كل من عركته الحياة من مرؤوس إلى رئيس، يؤمن بأن الموت واعظاً، يعش يومه وكأنه فعلاً آخر يوم في حياته، تبهرك بساطته وعمقه وشعاع روحه في المكان، كل رصيد زائل إلا رصيدك في بنك إسعاد الآخرين.