إيمان الدبيّان
قمة في قمة حضوراً ومكاناً وتنظيما وأثراً وترابطاً، قمة جدة التي عقدت قبل يومين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أراها من أهم القمم العربية التي عقدت وترجع أهميتها في رئاستها وفي التوقيت الذي عقدت فيه تزامناً مع أحداث التوترات التي تعيشها المنطقة العربية من داخل المنطقة وخارجها وكذلك في المستجدات السياسية الواعدة بسلام يعم مواطن الصراعات والخلافات ومن ذلك:
التحركات الإسرائلية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، الصراعات السودانية، عودة سوريا لعضوية جامعة الدول العربية، عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية.
إن الجهود السعودية المبذولة في عودة العلاقات السعودية الإيرانية وفي إخماد فتيل الحروب والصراعات في جميع الدول العربية هي جهود واضحة وملموسة دفعت المنطقة نحو الاستقرار بشكل أكبر.
قمة جدة كانت رسالة واضحة للعالم أجمع من خلال كلمة رئيس القمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رسالة مضمونها في صاحب الكلمة وثقة شعبه وشعب العالم العربي به وبشفافيته و مصداقية أهدافه.
«...لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى منطقة صراعات...»
كل المتغيرات الأخيرة تؤكد فعلاً بأن المنطقة العربية تستعيد قواها وتفرض هيبتها وكلمتها وسيادتها من خلال طي صفحات الماضي المؤلمة والعمل على تغيير الإستراتيجيات والتحالفات ومواجهة التحديات.
السلام في المنطقة العربية يحدث بتوحد الجهود وتحقيق العهود بين كل الدول العربية والدول المجاورة والصديقة.
اعتماد قرارت القمة وإعلانها هي خارطة نحو بوصلة النهضة العربية الجديدة بقيادة سعودية ومساهمة كل الدول العربية، تحديات وإنجازات، صراعات وتهدئات، تسويات ومواجهات، تحالفات وصعوبات، شراكات وعقبات، كلها ستعمل عليها أمتنا لتحقق غايات قمتنا.
أمة عربية بمقومات إستراتيجية اقتصادية وطبيعية ديموغرافية وفكرية وتاريخية ودينية وثقافية كل هذه المقومات جعلتها مطمعاً ومأملاً لتجميدها وتأخيرها وتفكيكها ولكن بالفكر الثري والتلاحم الوطني والسلام العربي الذي تقوده وتؤصله المملكة العربية السعودية مع كل العالم العربي ستفرض نجاحات وترسم تطورات.