رمضان جريدي العنزي
خارج محطات قطار (سار) وعند بوابات الوصول مشهد لا يمكن وصفه إلا بغير الحضاري، هذا الذي يجري يومياً في كل رحلة وفي كل محطة من محطات سار، ترتفع الأصوات وتبدأ المساومات والمناقصات والقبول والرفض، هؤلاء الكدادة والذين يعملون بعشوائية تامة وفوضوية بائنة، وبأعداد كبيرة، يسهمون إسهاماً تاماً في تشويه الإنجاز الكبير لشركة سار، وذلك وفق منافسة حادة بين الكدادة أيهم يفوز بالسبق في تحصيل (الزبون)، بأي شكل وثمن وطريقة، فالغلبة عند بعضهم تبرر الوسيلة المنافية للحضارة والمنطق والطريقة والأسلوب.
إن مناظر الكدادة وتجمعهم أمام البوابات الواصلة بشكل عشوائي وفوضوي، تصنع في النفس أسى، وتجعل في الحلق غصة، إن على جهات الاختصاص في شركة سار وهيئة النقل العام وإدارة المرور أن تعمل بجدية تامة، وبسرعة غير آنية، لحل هذه الإشكالية المزعجة، وعدم التساهل مع هذه المناظر والتي تحدث صدمة للقادمين بسبب تصرفات الكدادة التي يمارسونها مع الركاب الواصلين، والتي قد تمتد من بعضهم لشد يد الراكب والتعلق به بإلحاح شديد، وأحياناً سحب أمتعتهم لإقناعهم عنوة بالركوب معهم، إنني أستفسر من الجهات المختصَّة عن من سمح لهؤلاء بالعمل على سياراتهم الخاصة؟
إن الكثير من الركاب الأجانب يجهلون حقيقة هؤلاء، وبأنهم يعملون على سياراتهم الخاصة غير النظامية ولا قانونية، ولا يعرفون الأنظمة والقوانين بشكل كافٍ، وبهذا يصبح هؤلاء الأبرياء ضحية لهؤلاء الكدادة، إن لهؤلاء الكدادة سلبيات ومضار، وعبث عمل، وتشويه منظر، وعلى الجهة أو الجهات المختصَّة منعهم تماماً في كل محطاتها، للحفاظ على الأمن والسلامة وتطبيق النظام، وهي مسألة سهلة وميسرة، ولا تحتاج لوقت وجهد، لكن العجز عن حلها يعطي مؤشرات ودلالات سلبية عن عجز القضاء التام على هذه الظاهرة اللاحضارية المزعجة.
إن لدي يقيناً تاماً بأن المسؤولين لا يعجزون وسيسعون لحل هذه المشكلة، وسوف يقومون بحلها بشكل عاجل غير آني، وسوف لن نراها في قابل الأيام، إننا نفتخر بسار كشركة رائدة في مجال عملها، وسنفتخر بها أكثر عندما يتم تنظيم حال الكدادة، تدريبهم وتأهيلهم وتثقيفهم وإصدار الرخص المهنية لهم وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى وعلى رأسها إدارة المرور وهيئة النقل العام، وحتى تكون لهؤلاء الكدادة فرصة عمل مرتبة ومنظمة وقانوينية بعيداً عن الفوضى والعبث والعشوائية وسوء المنظر.