واس - جدة:
أكد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية أن ما يلوح في خضم الأزمات التي تجتاح العالم من تغيرات جيوستراتيجية عميقة، يدعو إلى الحاجة الماسة لرص الصفوف وتجاوز الخلافات، وأهمية تطوير العمل العربي المشترك الذي يقوى ويتعزز به الحضور على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أنه بقدر ما يتعزز هذا العمل تتحسن القدرة الجماعية على الصمود في وجه مختلف التحديات وتحقيق التنمية والاستقرار.
وأشاد الرئيس الموريتاني بما يتطلع له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده من دور ريادي وفعال لخدمة القضايا العربية، معربًا في الوقت ذاته عن الشكر للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون على إسهامه في الدفع قدمًا بالعمل العربي المشترك خلال رئاسته للدورة الماضية من القمة العربية، وبالجهود الدؤوبة التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في سبيل تطوير عمل الجامعة العربية.
وأشار إلى أن الوضع الراهن في دولة فلسطين المحتلة وما يشهده العالم العربي من نزاعات وتحديات مصيرية يؤكد ضرورة تطوير العمل المشترك، معربًا عن إدانة بلاده للاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين، ومجددًا في الوقت التأكيد على التمسك بالحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول التطورات في كل من ليبيا واليمن، أكد الرئيس الموريتاني تمسك بلاده بالحلول التي تحفظ الوحدة الترابية وترسي دعائم الاستقرار في البلدين، معربًا عن تفاؤله بما يلوح من انفراج في البلدين، وبالنسبة إلى تطورات الأوضاع في السودان، دعا ولد الشيخ إلى بذل كافة الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم وفعال في السودان وخلق ظروف مناسبة لتقديم الدعم الإنساني وتأسيس حل سياسي شامل في هذا البلد، مشيدًا بالجهود العربية المبذولة في هذا الصدد وخاصة برعاية السعودية للمحادثات بين الأطراف السودانية، ومعربًا عن أمله في أن يصل الاتفاق الذي تم التوصل إليه إلى رسم خارطة طريق تضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه وحق مواطنيه في الأمن والاستقرار.
وجدد ولد الشيخ، في كلمته، الترحيب بعودة جمهورية سوريا للحضن العربي، مؤملاً أن تستعيد بشكل كامل دورها المحوري التاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك. واختتم كلمته بالتشديد على أهمية العمل العربي المشترك وتقوية الشراكات الاقتصادية بين البلدان العربية، وضرورة تعزيز التبادل الاقتصادي البيني بينها تمهيدًا لإقامة سوق عربية مشتركة تؤسس لتنمية مستدامة وشاملة في الفضاء العربي.
مشيراً إلى ما توليه بلاده لانعقاد الدورة الخامسة للقمة العربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في نواكشوط مطلع نوفمبر المقبل، متأملاً أن تكون محطة متميزة في مسارات العمل المشترك. الرئيس الموريتاني