د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
يحيط بآفة المخدرات سياج متين من التحريم الشرعي والرفض العقلي والنبذ المجتمعي والأخلاقي وإن تبرعمتْ عالمياً فإن القوة الوطنية السعودية بنتْ متاريس قوية لحماية الإنسان في بلادنا من مروّجي هذه الآفة المدمرة ومشغليها؛ واتخذت الحرب على المخدرات في بلادنا الغالية أبعاداً عميقة حيث بدا الاهتمام بالجانب المجتمعي الفكري التوعوي موازياً للحملات التي استهدفت المخدرات ومروجيها ومتعاطيها، وتبقى محاربة المخدرات ومنابعها اضطلاعاً بالمسؤولية الوطنية ومهمة سامية كبرى تقع على كاهل الأفراد والجماعات؛ فنحن مدينون لوطننا وقيادتنا بما يحيطنا من وهج الاستقرار والرخاء وفي مقابل ذلك نحن مكلفون بالذود عن نجاحات بلادنا ومكتسباتنا وتنقية العقول السعودية من كل شائبة..
وفي المنهج الذي تنتهجه قيادتنا الرشيدة صورة مشرفة وكفاح محمود نحو هدف سامٍ نبيلٍ لاجتثاث المخدرات من المجتمع، ولقد رصدتْ وسائل التواصل الإعلامي والمجتمعي نتائج استباقية ومذهلة لتقويض مخططات المروجين والمتعاملين مع مصادر تلك السموم، وحماية العقول السعودية من هذه الآفة الفتاكة وحماية المجتمع السعودي من الضرر الجسدي والنفسي والأخلاقي والمادي وهي جميعاً نتيجة حتمية لتعاطي المخدرات فعندما يتهاوى العقل تتبعه حالات الاكتئاب والاضطرابات العقلية وضعف الذاكرة وفقدان التركيز؛ عند ذاك ينتقل الإنسان إلى التحريض على الجريمة والواقع الاقتصادي البائس وانتشار البطالة والفقر وغير ذلك من الانتكاسات المدمرة؛ والحقيقة الماثلة أن المخدرات حرب ضروس ضد الإنسان لتضعف إرادته وتهدم مكتسباته وتعرقل إسهاماته في التنمية الوطنية وخطورتها أيضاً تكمن في استهدافها كل الطبقات الاجتماعية والشرائح العمرية : الأطفال في مدارسهم والشباب في جامعاتهم وأماكن تجمعاتهم بل وتقتنص المخدرات الأفراد في أعمالهم.
والحقيقة أن مانراه بفخر من جهود أبطال مكافحة المخدرات يعتبر حراكاً نوعياً موفقاً حيث نسعدُ في كل لحظاتنا بإحباط عمليات ترويج كميات هائلة من المخدرات واعتقال مروجيها تمهيداً لتنفيذ أحكام الله فيهم. ويبقى المجتمع السعودي منذ الأزل مزهراً بالقيم والمبادئ السامية...
وتظل بلادنا المتفردة في كل سياساتها تقود الحراك التنموي بالإنسان السعودي ذي العقل السليم الذي وضعته في صدارة أولوياتها..
فالإنسان هو الثروة الوطنية الكبرى، وما نشهده من حملة للقضاء على المخدرات مؤشرٌ إيجابيٌّ لوطن نظيف وآمن وصحي، ومؤشرٌ لمستقبل زاهر بالإنتاجية، والبرامج العلاجية في بلادنا تُنفّذُ مصاحبة للحملة على المخدرات للوصول للتكامل الذي يخدم الإنسان في بلادنا الغالية....
ويبقى دور الثقافة المجتمعية ضد تعاطي المخدرات من ممكنات النجاح في القضاء على تلك الآفة المدمرة بإذن الله.