محمد ناصر الأسمري
التغيير قبل أن يؤطر في دراسات نشر المستحدثات التي بدأها أفريت جرين روجرز في السبعينات 1962م the division of innovation فهي منهج رباني {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وقد تتابعت دراسات في العلوم الاجتماعية والاتصال والادارة والنظرية لتؤكد تبني منحنى التوزيع الطبيعي normal distributions curve.
وقد حددت نظرية روجرز 6 درجات في المنحنى الذي جاء على شكل جرس.
جاء في الوسط 68 (34+34) أطلق على من ياتون فيها الاغلبية ثم جاء يليهم 13.5+13.5) في كلا جانبي المنحنى ليكون المبادرون وفي الاخير في كلا جانبي المنحنى 2.5+2.5 وهم المتخلفون.
لكن ما يهمني هنا هو المراحل التي يتم بها التغيير في المجتمع والتي حددت في دراسات العلوم الاجتماعية وهي كما تبقى في الذاكرة من أيام الدراسة العليا.
-1 أن يكود التغيير له قيمة ونفع.
-2 ألا يمس أي قيمة عليا في المجتمع.
-3 أن يكون متدرجا.
-4 أن يكون مقبولا عند الاكثرية فهم صانعي التغيير.
-5 أن يكون قائد التغيير ذا مصداقية عند المتلقين.
-6 عدم الالتفات لمقاومي التغيير والتحديث.
في ظني أن ما يمر به المجتمع العربي منذ قرن هو عدم الثبات والانطلاق من بنية ثقافية ذات جذور في مسارات النهوض التي قادها رواد في الثقافة العربية التي أثرت من التواصل المستمر ولعل ما مرت به مسارات من الثقافة العربية من نكوص كان من خلال تبني عديد من تحولات في أيدولوجيات صينية ماوية أو شيوعية أو حتى خمينية أو بعثية مما أوجد خللا في الهوية والانتماء وبالتالي تخلى عديد من الذين تبنوا هكذا نهج وتفكير والعودة إلى مسار العروبة والعوربة المتشحة برداء الإسلام الوسطي والسير في مناهد العدل والاعتدال. في مجتمعنا السعودي كانت مسارات التغيير متزنة مراعية القيم والمثل الاجتماعية العليا في المجتمع، وسير ليس بالبطيء ولا العجل مستمد من التدرج غير المعطل ولا المبطل.
ولم يتم الالتفات كثيرا للمعطلين ولا المبطلين فقد كان لفعل وممارسة الأمير محمد بن سلمان سلمه الله قد قطع دابر كل المعطلين والمبطلين بالقول والفعل والمضي قدما في التطوير والتنوير خلاصا من جمود فاق ثلث قرن فعاد المجتمع السعودي لمسار الدين القويم.
ولعل وزارة الثقافة حاليا بالتفاتها إلى مناح متعددة من الفنون والمهن ورعاية السائرين في ركب النمو والانماء خير الأمثلة ولأن مجتمعنا السعودي عولمي السيرة والمسار من خلال الحج والاعتمار فهو ملتقى البشر من جل ثقافات العالم، بل هو مكون من منابت واصول لهم هوية وطنية واحدة
ولنا في الله أمل أن يديم اهم عناصر القوة والتغيير الا وهو الامن والامان لبلدنا لمن يحج أو من العمار. ولنا في رؤية وطننا 2030 ومسار التطوير والتنوير نحو عالم متسامح متحضر ما يجعل اجيالنا قدوة في العمل المثمر المنتج عالي القيمة والعائد.