بعد سنوات طويلة من الغياب والتواري عن الأنظار بسبب الظروف الفنية والإدارية والمالية المنقلبة بزاوية ميل تصل 180 درجة..! عادت (مدرسة الوسطى) لتفتح فصول الإبداع والإمتاع بإعلان صعود الرياض أو الحصان الأسود في دوري يلو هذا العام.. إلى دوري روشن للمحترفين السعودي بعد أن حقق أرقاماً قياسية في عدد انتصاراته في منافسات الدوري القوية.. قبل أن يحسم أمر صعوده وقطع تذكرة العودة للمكان الطبيعي أمام (عروبة الجوف) بهدف نجمه الشاب المتألق (نواف الحبشي) ليعود النادي العاصمي (مهرولاً) بثقة البطل إلى مكانه الطبيعي وهي ليست غريبة على ناد له تاريخ عريق وماض مجيد.. سطَّر أروع الملاحم الكروية في عقد التسعينيات الميلادية من القرن الفائت بقيادة رئيسه الذهبي الراحل الأمير فيصل بن ناصر - رحمه الله- ونجومه الكبار فهد الحمدان -رحمه الله - وياسر الطائفي وطلال الجبريل ومحمد السبيت وناصر سدوس وخالد القروني وصالح النجراني وأحمد زايد وإبراهيم الحلوة وبقية الأسماء الشهيرة التي كانت تعج بهم الخارطة الحمراء في تلك الأيام الخوالي.
ولا شك أن ثمرة الصعود التي أفرحت الكثير وأسرّت محبيه وعشاقه.. كانت نتيجة تفاعلية.. تكاملية.. تكاتفية بين الأضلاع الثلاثة وهم الإدارة بقيادة رئيسه الشاب صاحب الفكر القيادة الاحترافي الأستاذ (بندر المقيل) وأعضاء مجلس إدارته التي أعادت مدرسة الوسطى من جديد إلى مكانها الطبيعي بعد أن كان الفريق في الموسم الماضي قابعاً في دوري الدرجة الثانية ليعطي درساً في علم الإدارة الحديثة أنه (لا مستحيل مع لغة الإصرار والوعي وحسن التخطيط)، وكذلك المدرب الكرواتي الداهية (دامير بوريتش) الذي نحج بامتياز في صناعة وصياغة فريق متجانس يشار له بالبنان وبالتالي قيادته في معترك المنافسات الكروية في (دوري يلو) بكل تفوق واقتدار.. لينال لقب مدرب الشهر أكثر من مرة متوجاً مسيرته الفنية مع المدرسة بإعلان صعودها والعودة من جديد وعبر الباب الكبير.. وأخيراً الجهود المثمرة والتضحيات الجسيمة والإحساس بالمسؤولية الكبيرة التي كانت ملقاة على عاتق اللاعبين وترجموها على أرض الواقع بهذه المستويات العالية والنتائج الإيجابية التي كانت كفيلة بتحقيق حلم طال انتظاره من محبي وعشاق الفن الأحمر وتحقق بحمد الله أخيراً عبر بوابة (فريق العروبة) بانتصار تتويجي تاريخي مستحق رسم البهجة والفرح والسرور على محيا جماهيره الوفية التي ساندت الفريق حتى لحظة إعلان الصعود الرسمي والعودة القوية إلى دوري روشن للمحترفين السعودي.
ألف.. ألف مبروك للرياضيين عودة النادي العاصمي العريق للأضواء من جديد بعد غياب طويل.. والأكيد (الرياض) عاد ليكون كبيراً بين الكبار.. وتهنئة خاصة لرئيس النادي الأستاذ بندر المقيل الذي عمل ليلاً ونهاراً بعيداً عن الإعلام وفلاشاته حتى أنجز مهمته الشاقة بكل نجاح وثقة وفلاح.
محطات
* حضور بعض اللاعبين والإداريين (القدماء) -غير المستغرب- في مواجهة الحسم أمام العروبة ومؤازرتهم وتحفيزهم للاعبي الفريق كان له الأثر الكبير في تحقيق أغلى انتصار للمدرسة في (دوري يلو) والعودة المبهجة إلى دوري الكبار.
* في كل لقاء (للرياض) أشاهده وأتابعه.. لا بد أن تقع عيني على رجل (الوفاء الرياضي) الشيخ إبراهيم الطويل في مدرجات النادي الذي أحب مدرسة الوسطى منذ ما يقارب نصف قرن من الزمن وما زال حاضراً بقلبه وجسده ومشاعره الفيَّاضة داعماً لأبنائه اللاعبين في المنافسات الكروية. أبو عبد الله شخصية رياضية مثاليه تستحق التكريم.
* سُئلت بعد صعود المدرسة لدوري الكبار.. وفي خضم المشاعر الكبيرة وردود الفعل الإيجابية في مواقع التواصل الاجتماعية ابتهاجاً بالتأهل المستحق: لماذا يحبون الرياض..؟! فقلت يكفي أنه يحمل اسم عاصمتنا الغالية والحبيبة (الرياض).
* انتهت صفحة دوري الدرجة الثانية بعد صعود الرياض في الموسم الفائت إلى (دوري يلو) ونجحت الإدارة الحالية المحترفة في التخطيط السليم نحو الصعود إلى دوري روشن للمحترفين رغم صعوبة المهمة..! وتحقق الحلم بقاعدة «التخطيط السليم يصنع النجاح».. والأكيد أن الإدارة الواعية بقيادة عاشق التحدي (أبو فيصل) ستشرع في طوي صفحة (دوري يلو) بعد رحلة المغادرة الناجحة إلى دوري روشن.. وبالتالي البدء في التخطيط المدروس من جديد من أجل بقاء الفريق مع الكبار واستعادة أمجاده الغابرة - بإذن الله تعالى.
* عضو الشرف الفعَّال الأستاذ ماجد الحكير.. قلب ينبض حباً وعشقاً ودعماً (لمدرسة الوسطى).. هكذا هم الرجال الأوفياء يتركون أعمالهم تتحدث عنهم..!
الرياض.. النادي العاصمي الكبير.. تاريخ عريق.. وماض مجيد.. ومستقبل واعد.
** **
سلطان الدوس - أمين عام نادي الرياض - سابقاً