مكة المكرمة - واس/ تصوير - محمد المحمادي:
تسعى الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى دعم جودة الحياة وتطوير المحتوى المعرفي والتاريخي بمكة المكرمة، من خلال إيجاد بيئة جاذبة تفضي إلى التفاعل والبحث والاكتشاف للسكان والزوار وضيوف الرحمن، وإحياء صناعة محترفة في إبراز المعالم السياحية والثقافية لأم القرى وخير بقاع الأرض، لما تشتمله من تُراث وإرث حضاري ومعرفي ضارب في جذور التاريخ الإسلامي.
ويحرص زوار مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال رحلتهم الإيمانية بعد إنهاء مناسكهم على اكتشاف الأماكن التاريخية في العاصمة المقدسة، والتي يقف على طليعتها حي حراء الثقافي، والكثير من الأحداث الإسلامية والتاريخية والحضارة الإنسانية.
وتبذل الهيئة جهوداً في بلورة معنى القوة الناعمة في الجذب السياحي، من خلال إحياء السياحة الثقافية، وتحقيق الريادة في الإسهام الفعال في الترويج للمنتج الترفيهي عبر توفير بُنى تحتية خدماتية متطورة، من خلال التعاون مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص، على رفع جودة الخدمات في المواقع التاريخية والإثرائية، وذلك لإثراء تجربة الزائر الثقافية عند زيارته لهذه المواقع، كما تُنسق الهيئة مع الجهات المعنية في تطوير هذه المواقع، وتعمل كذلك على تمكينها لأداء أدوارها بشكل تكاملي للوصول إلى المستوى المنشود، من خلال استثمار البعد التاريخي لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وتحدث أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى، الدكتور عبدالله بن حسين الشريف، لـ»واس» عن أهمية المكان وقال «وطننا يمتلك جذور الحضارة الإنسانية وعراقة التاريخ البشري منذ كان آدم عليه السلام في مكة المكرمة، ومنذ أن أصبحت الديار المقدسة مقصداً حين نادى إبراهيم عليه السلام بالحج ويأتيها الناس أفواجاً من كل مكان، فأضحت ملتقى الثقافة البشرية ومعبراً حضارياً وحلقة تواصل بين بني البشر، كما أمست موطناً للعروبة، وعراقة الثقافة وأصالتها ومنارة للنور الإلهي الذي أظهره الله من الحرمين الشريفين وأضاء به الدنيا على يد محمد صلى الله عليه وسلم ورسل الإسلام والسلام بعده حتى يومنا هذا».
وأضاف «أصبحت جزيرة العرب وأرض المملكة العربية السعودية سجلاً للتاريخ، ومنارة للثقافة، وجغرافية للآثار النبوية والتاريخية، وميداناً للتطوير ومكتسباته الحضارية، ووعاءً للتراث المتسم بالتفرد والعراقة والثراء والعالمية، وقد بصُر ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ببصيرته النافذة أن هذه المكانة الروحية والعراقة التاريخية والثراء التراثي والعظمة الحضارية والمكتسبات الوطنية، تعد معطيات وطنية كبيرة لابد من استثمارها، وخطط لأن تكون عنصراً أساسياً من عناصر رؤية المملكة 2030 في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإثراء الثقافة الإنسانية والجذب السياحي.
وقد لعبت وزارة الثقافة ووزارة الإعلام ودارة الملك عبدالعزيز دورًا مهمًا، وأخذت على عاتقها تطوير المحتوى التاريخي، بما يجمع بين صحة المعلومة وقوة تأثيرها وسلامة أثرها وحسن صياغتها وأفضل أساليبها وأنجع وسائلها، وإن عين الرؤية ويدها تستهدف كل مساحة الوطن ومعالمه التاريخية، وكما تم في مكة المكرمة مشروع حي حراء، والنظر يمتد كذلك لتشمل جبل ثور وجبل الرحمة والحديبية وبئر طوى وعين زبيدة وغيرها الكثير، ولذلك جاء وقت وجوب إلزام جميع الشركاء للهيئة الملكية من المستثمرين في تطوير المواقع التاريخية، في أن يتم عمل المحتوى التاريخي لتلك المواقع عن طريق أهل العلم والخبرة، والمؤسسات المتخصصة كدارة الملك عبدالعزيز وفرعها مركز تاريخ مكة، وكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة، والذي أصدر 23 كتاباً حول تاريخ مكة والمشاعر وآثارها، وترشيد وضبط المنشور المعرفي والتاريخي في جميع الوسائل الإعلامية وحمايته من المتطفلين، حفظًا للمعلومة من التشويه.